حرمة أزواج النبي صلى الله عليه وآله – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا)
إن ولاية النبي صلى الله عليه وآله على الناس تختلف عن ولاية الله، فولاية النبي صلى الله عليه وآله بمعنى أنه تجب على الجميع طاعته والامتثال لأوامره ونواهيه، كما أنها تعني أن النبي أحرص على المؤمنين من أنفسهم، فالله لما أعطى الولاية للنبي صلى الله عليه وآله لم يعطه له ليفرط بها بل رآه أهلا لحمل هذه الولاية العظيمة فمنحه إياها، وولاية النبي صلى الله عليه وآله لو طبقت لعم الخير العالم ولحلت كل مشاكلنا.
النبي صلى الله عليه وآله أولى بالمؤمن من نفسه في كل ما يملك من أملاك وأموال وأعراض، وللنبي صلى الله عليه وآله حرية التصرف بها بموجب الولاية الممنوحة له من قبل الله عز وجل.
وتحدثت الآية الكريمة عن حرمة لأزواج النبي صلى الله عليه وآله فقالت (وأزواجه أمهاتهم) وهذه الأمومة الممنوحة لأزواج النبي صلى الله عليه وآله لا تعدو كونها تحريما للزواج من أزواجه صلى الله عليه وآله لا أكثر، أما التعدي بها إلى ما فوق ذلك فهو لا يصح بحال من الأحوال.
ويتهم بعض ممن لا يملك من العلم شيئا أتباع أهل البيت عليهم السلام بأنهم يعتقدون بعدم طهر أزواج النبي صلى الله عليه وآله وممارستهم الفواحش أو زواجهن بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله، وحاشا لله أن يكون ذلك، ومن يقول ذلك لا يمكنه أن يأتي بدليل واحد على صدق مقالته، وهو محض افتراء وأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان.
إن المتتبع لسيرة أمير المؤمنين عليه السلام يرى كيف أنه كان أكثر من كرم أزواج النبي صلى الله عليه وآله رغم أن منهن من كانت تعاديه وخرجت عليه تحاربه كعائشة التي خرجت في حرب الجمل وأدت الحرب التي افتعلتها إلى عشرات الآلاف من القتلى في صفوف المسلمين، ومع ذلك فقد كرمها أمير المؤمنين عليه السلام أيما تكريم وأرسل معها عشرين امرأة متلثمة متنكرة بالعمائم لكي لا يعرفن أنهن نساء، وكانت عائشة تقول أن أمير المؤمنين عليه السلام هتك حرمتها بإرسال الرجال معها، وما إن وصلن حتى نزعن العمائم ليتبين لها أنهن كن نساء طوال الوقت.
والأحرى والأجدر بهؤلاء الأبواق المضللة أن يعكفوا على ما ورد في سيرتهم أنفسهم وكبارهم من الافتراءات المشينة بحق النبي صلى الله عليه وآله وأزواجه، ولو قرأت شيئا من السيرة التي يروونها عن النبي صلى الله عليه وآله لرأيت العجب العجاب.
مواضيع مشابهة
مع المطهرين -18 – سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والتأسي بها