صفات المؤمنين – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
القرآن الكريم يقدم للمؤمنين خارطة طريق واضحة نحو السلوك القويم، ومن أبرز هذه الإرشادات ما ورد في سورة المؤمنون، حيث قال الله تعالى (قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون).
الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة لا يقتصر على الحركات الظاهرية، بل هو حالة نفسية وروحية يعيشها المؤمن أثناء أداء الصلاة. فالخشوع ينبع من إدراك عظمة الله واستشعار قربه. وهذا يستلزم التركيز الكامل، بعيدًا عن الشواغل الدنيوية، فالخشوع هو ما يجعل الصلاة وسيلة لتطهير النفس وتنقية القلب، وهو علامة على صدق الإيمان.
الإعراض عن اللغو
الإعراض عن اللغو يعني ترك كل ما لا ينفع، سواء كان في الكلام أو الفعل. إن اللغو يشمل الكلام الفارغ، الجدال العقيم، والأنشطة التي تضيع الوقت أو تجر الإنسان إلى المعاصي. فالمؤمن الواعي يدرك قيمة الوقت ويستثمره فيما ينفعه وينفع مجتمعه، ملتزمًا بحكمة الإسلام التي تحث على بناء شخصية متزنة.
الالتزام بالزكاة
الزكاة ليست مجرد فريضة مادية، بل هي منهج حياة يعكس التكافل الاجتماعي. فإعطاء الزكاة يطهر النفس من الشح، وينقي المال من أي شبهة، ويضمن تحقيق العدالة الاجتماعية. إن الزكاة ليست فقط للمحتاجين، بل هي أيضًا وسيلة لبناء مجتمع قوي مترابط، يشترك جميع أفراده في تحمل المسؤولية.
الرسالة الشاملة لهذه الآيات
إن هذه الصفات الثلاثة تشكل الأساس الذي يقوم عليه إيمان المسلم، فالخشوع في الصلاة يربطه بربه، والإعراض عن اللغو يعكس توازنه الأخلاقي، والزكاة تجسد مسؤوليته تجاه مجتمعه. هذه الصفات، إذا طُبقت عمليًا، تقود الإنسان إلى الفلاح في الدنيا والآخرة.
خاتمة:
بتأمل هذه الآيات ومعانيها العميقة، نجد أنها تقدم نموذجًا مثاليًا للمؤمن الحقيقي. إذا كنا نبحث عن السعادة والنجاح في حياتنا، فعلينا أن نبدأ بتطبيق هذه الصفات عمليًا، مجسدين قيم الإسلام في كل جانب من جوانب حياتنا.
