النفع والضر من الله – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ
دخل جماعة من المشركين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسألوه عن أمور غيبية تخص تجارتهم وزراعتهم، وكان مبتغاهم تحقيق المنفعة وزيادة الربح حتى يكونوا على علم بمتغيرات السوق.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المشركين رغم عنادهم وحربهم على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله إلا أنه كان في قلوبهم إيمان أو على أقل تقدير ظن إلى حقيقة نبوته عليه وعلى آله الصلاة والسلام، إلا أن العناد والتكبر كان يمنعهم من الاعتراف العلني بذلك.
فنزلت هذه الآية الكريمة ليجيبهم عما كانوا يسألون.
نستفيد من الآية الكريمة أن تحقيق النفع والضر لا يتأتى إلا من عند الله تعالى، فإذا كان الأمر كذالك لماذا يتوجه أغلب المؤمنين إلى الأولياء والأئمة عليهم السلام لطلب حاجتهم منهم، فكيف يصلح لنا ذلك على الرغم أن الآية وضحت كما أسلفنا أنه لا أحد يملك النفع والضر إلا الله تعالى؟
وللجواب على هذا السؤال نقول: إننا ننحن بهذه الاستعانة هل نطلب من الأولياء أمر مقدور أم غير مقدور؟ إن كان هذا الأمر مقدور فأين الضرر في ذلك؟ ونحن بهذا التوسل نطلب من الولي أن يرفع دعائي إلى الله تعالى بما أعطاه الله تعالى من الكرامة والمنزلة العظيمة، وجعلهم شهداء وجعل الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
إذن فهم عليهم السلام بما ثبت بحقهم في كتاب الله وسنه نبيه صلى الله عليه وآله أنهم بما أعطاهم الله من الكرامة، يسمعون دعائنا ويرون مكاننا وأنهم الوسيلة إلى الله تعالى، فلا إشكال في الطلب منهم سواءً في طلب الحوائج أو طلب الشفاعة
مواضيع مشابهة
نفحات الأزهار – 30 – الرضا بقضاء الله وقدره في كلام الزهراء عليها السلام