حادثة مبيت أمير المؤمنين عليه السلام ليلة الغار د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )
في تفسير هذه الآية ورد عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: فإنها أنزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام حين بذل نفسه لله ولرسوله صلى الله عليه وآله ليلة اضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله لما طلبته كفار قريش.
من الإشكالات التي يطرحها المخالفون هو أنه طالما هنالك عدة آيات نزلت في حق أمير المؤمنين عليه السلام، فلماذا لم يذكر القرآن الكريم أسمه ولو في آية واحدة؟
والجواب على هذا الإشكال نقول: إن أسلوب القرآن الكريم هو عدم ذكر الأسماء إلى جانب الصفات، فعلى سبيل المثال (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا) (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ) لأن القرآن يعطي أحكام عامة وذكر الأشخاص يوكله إلى التفسير والتأويل.
حتى يتضح تفسير هذه الآية لا بد أن نقف على معنى (يشري نفسه) فمرة تأتي بمعنى يشتري، أي يخلص نفسه من عذاب الآخرة بالأعمال الصالحة حتى يرجح ميزان حسناته، ومرة تأتي بمعنى يبيع أو يعطي نفسه ابتغاءً لمرضاة الله تعالى _وهو المعنى الصحيح في هذه الآية_ وهذا ما نجد مصاديقه في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومن تلك المصاديق مبيت أمير المؤمنين عليه السلام في فراش النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، حيث فدا نفسه برسول الله صلى الله عليه وآله وهو يعلم أنه عليه السلام قد تقدم قريش على قتله ظنا منهم أنه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.
فكما ورد في الحديث: أن الله تعالى أثناء مبيت أمير المؤمنين عليه السلام في فراش النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، أوحى إلى جبرئيل وميكائيل أن انزلا إلى علي (عليه السلام) واحرساه في هذه الليلة إلى الصباح، فنزلا إليه وهما يقولان بخ بخ من مثلك يا علي قد باهى الله بك ملائكته.