سبل الدعوة إلى دين الله تعالى – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا )
إن الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يدعو الناس إلى دينه، اتخذ عدة وسائل وأقام عليه عدة حجج حتى لا يكون للناس حجة على الله تعالى في يوم الحساب.
ومن تلك الوسائل التي اتخذها سبحانه في الدعوة إلى الدين:
- ضرب له في القرآن قصص عن الأمم السالفة سواءً ممن كفر بالله تعالى وعصاه أو ممن أمن وعمل صالحاً وكان مجاهدا في سبيل الدعوة إلى دين الله تعالى وهذا ما قصده سبحانه من قوله: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ)
- أكرمه بنعمة العقل وخلق له من الآيات في الأكوان ما يكون له ألف دليل على وجوده وعظمته، وهذا ما قصده سبحانه من قوله: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ) فكان العقل أعظم وسيلة في الدعوة إلى دين الله تعالى.
- الله سبحانه وتعالى أرسل للإنسان الرسل والأنبياء ليكونوا عليهم السلام هم المذكريّن به والداليّن عليه، بل بعدما ختم النبوة والرسالة بالنبي الخاتم صلى الله عليه وآله، لم يقطع عن البشر الفيض الإلهي بل أدام عليهم النعمة بالأئمة الميامين صلوات الله عليهم حتى بذلوا حياتهم في سبيل الدعوة إلى دين الله تعالى .
لكن الإنسان لم يكن فقط أكثر شيء جدلاً كما كان بنو إسرائيل يجادلون نبي الله موسى عليه السلام، ولم يدعوا له حجة إلا جادلوه فيها، بل خلف من بعدهم خلف تلاعبوا بدين الله تعالى وحرفوه وعملوا على قتل الأنبياء.
وكذلك الأمر وقع على الهداة المهديين من آل محمد صلوات الله عليهم.
فقد عمل الحكام في عصرهم على إبعاد الناس عنهم بالتهديد تارة وبتشويه صورتهم تارة أخرى، فعلى سبيل المثال نفس هذه الآية المذكورة ادعى أحد محدثيهم أنها نزلت بحق أمير المؤمنين عليه السلام.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فلم يدَعوا أحداً من أئمة أهل البيت عليهم السلام إلا قتلوه، فمن لم يقتل منهم بالسيف – كما هو حال سيد الشهداء عليه السلام – قتل بالسم كما فعل معاوية مع الإمام الحسن عليه السلام.