الانفاق في سبيل الله – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
إن القرآن الكريم أكد في عدة من آياته على أهمية الانفاق في سبيل الله، وقد نظم الإسلام موضوع الإنفاق بحيث حدد المصدر من خلال الزكاة والخمس والصدقات والوجهة المسؤولة عن التوزيع من خلال بيت المال، وأخيراً المستحقين من الفقراء والمساكين وغيرهم..
كما أن دين الإسلام قبل ذلك نظم موضوع الكسب، حيث حدد مصادر للكسب المشروع، وحصره في الأمور المحللة شرعاً والأمور التي لا تضر بالمصالح العامة للناس.
بعكس النظامين العالميين (الشيوعي والرأسمالي) حيث أنهم لم يراعوا إلا موضوع الكسب وجلب المال دون النظر إلى مصادر الدخل سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة، بطرق أخلاقية أو غير أخلاقية.
وفي قوله تعالى: (بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال المفسرون أن بعض حالات الانفاق قد تستوجب السرية بهدف حفظ ماء وجه المتصدق عليه على سبيل المثال، وقد تستوجب العلانية في بعض الموارد ومنها تشجيع المؤمنين على إعطاء الزكاة، وأما عن قوله تعالى بالليل والنهار فمقصد الآية أن أهل الخير مستعدون في كل وقت لإغاثة الملهوف والوقوف عند حاجات الناس المستحقة.
وهناك رواية في تفسير هذه الآية الكريمة ذكرها عدد من مفسري العامة ومنهم الطبراني في المعجم الكبير حيث روى عن ابن عباس في قول الله عز وجل: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، كانت عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدا، وبالنهار واحدا، وفي السر واحدا، وفي العلانية واحدا.
ذكر مصائب السيدة زينب عليها السلام في الشام