قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

أثر تعظيم الله في سلوك المؤمنين – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

إن تعظيم الله سبحانه وتعالى هو جوهر الإيمان وأساس التقوى، وهو الذي يدفع الإنسان إلى الطاعة والابتعاد عن المعاصي. وقد أكدت آيات القرآن الكريم على أهمية تعظيم الله حق التعظيم، ومن ذلك قوله تعالى:
“مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا” (نوح: 13-14).
هذه الآية تدعو الإنسان إلى إدراك عظمة الله وجلاله، وتوبيخه على عدم توقيره كما ينبغي، رغم أنه خلقه في أطوار ومراحل متعددة تدل على إبداعه وقدرته اللامحدودة.

مفهوم تعظيم الله في الإسلام

تعظيم الله يعني إجلاله وتوقيره، واستشعار عظمته في كل مظاهر الحياة، سواء في أسمائه وصفاته، أو في خلقه وآياته، أو في أفعاله وأوامره ونواهيه. ويظهر هذا التعظيم في سلوك المؤمن من خلال:

  1. الخضوع الكامل لله وطاعته.
  2. الخشوع في العبادة والشعور بخشية الله.
  3. الابتعاد عن المعاصي والذنوب احترامًا لجلال الله.
  4. استشعار عظمة الله في الكون وما خلقه من دلائل على قدرته.

لماذا لا يعظم الإنسان ربه؟

رغم أن آيات الله في الكون واضحة، إلا أن بعض الناس يقعون في الغفلة والتهاون، فلا يعظمون الله حق تعظيمه. ويمكن تلخيص أسباب ذلك في:

  • الانشغال بالدنيا ونسيان الآخرة.
  • اتباع الشهوات والهوى مما يؤدي إلى ضعف استشعار عظمة الله.
  • الغرور والتكبر، حيث يظن الإنسان أنه مستغنٍ عن الله.
  • ضعف العلم والمعرفة بالله، مما يجعل الإنسان غير مدرك لحقيقة عظمته.

دلائل عظمة الله في خلق الإنسان

تشير الآية: “وقد خلقكم أطوارًا” إلى أن خلق الإنسان تم على مراحل متعددة، مما يعكس قدرة الله العظيمة، ومن هذه المراحل:

  1. الخلق من التراب – بداية الخلق من العدم.
  2. مرحلة النطفة والجنين – حيث يتطور الإنسان في رحم أمه.
  3. الولادة والطفولة – حيث يبدأ الإنسان ضعيفًا ثم ينمو.
  4. مرحلة الشباب والقوة – وهي قمة النضج الجسدي والعقلي.
  5. مرحلة الشيخوخة – حيث يعود الإنسان إلى الضعف.

كل هذه الأطوار تدل على أن حياة الإنسان بيد الله وحده، وأنه لا يملك لنفسه شيئًا، مما يستوجب تعظيم الله والخضوع له.

ثمار تعظيم الله في حياة المؤمن

إن تعظيم الله تعالى ينعكس إيجابيًا على سلوك المؤمن، فيجعله:

  • أكثر تواضعًا وخشوعًا، فلا يتكبر ولا يتجبر.
  • أكثر طاعة والتزامًا بالعبادات، لأنه يستشعر رقابة الله عليه.
  • أشد خوفًا من الذنوب والمعاصي، لأنه يعلم عظمة الله وعقابه.
  • أكثر إيمانًا بالقضاء والقدر، فلا يجزع من المصائب لأنه يثق في حكمة الله.

الشباب وتعظيم الله

يُعتبر طور الشباب من أهم مراحل العمر التي يُطلب فيها تعظيم الله، لأنه وقت القوة والنشاط والانشغال بالشهوات. وقد أثنت الروايات الشريفة على الشاب الذي ينشأ في طاعة الله، كما جاء في الحديث:
“سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله… وشاب نشأ في عبادة الله…”.

خاتمة

إن تعظيم الله هو مفتاح التقوى والهداية، وهو السبيل إلى النجاة في الدنيا والآخرة. وكلما زاد إدراك الإنسان لعظمة الله، ازداد قربه منه وخوفه من معصيته. ولذلك، فإن أعظم ما يمكن للمؤمن تحقيقه في حياته هو أن يعظم الله في قلبه وقوله وفعله، ليحيا حياة مطمئنة يسودها الإيمان والخشوع.

مواضيع مشابهة

خير الزاد – 927 – علامات الخشوع

الخشوع الأمثل في الصلاة