رفقة الرسول في الجنة – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا)
نزلت هذه الآية عندما دخل جماعة مخلصين من الأصحاب على الرسول صلى الله عليه وآله وهم قلقون في أنهم إذا نالهم حظ من الجنة فلن يكونوا في درجته صلى الله عليه وآله وسيحرمون من رؤيته، فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية.
فالآية الكريمة جعلت من شروط دخول الجنة بل شروط رفقة الرسول صلى الله عليه وآله فيها: الطاعة المطلقة لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وآله ولخلفائه بالحق عليهم السلام.
وطاعة الله تعالى لا تتأتى إلا بالالتزام بأوامره والإنهاء عما نهى، وإن هذه التكاليف والتشريعات إنما أمر بها ليس لشيء إلا للمصلحة الخاصة والعامة للفرد والمجتمع المسلم.
فالآية تبشر المؤمن إذا اتبع الله ورسوله صلى الله عليه وآله فسيكون مع النبيين والصديقين.
الكثير منا يعلم من هم النبيين، لكن الكثير منا أيضا قد يسأل، من هم الصديقين؟ والجواب باختصار هم أئمة أهل البيت عليهم السلام، وذلك لأنهم بلغوا أعلى درجات العصمة والصدق، فكانت أعمالهم تصدق أقوالهم، وما كانوا ينطقون إلا بالصدق.
وعن قوله تعالى: (وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا) ففيه إشارة إلى أن الإنسان لا غنى له عن الرفقة الصالحة، وهذا الأمر ليس فقط في الدنيا بل في الجنة أيضا، فالمؤمنون هناك يأنسون ببعضهم البعض، وأي رفقة أحسن من رفقة أهل الجنة ورفقة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ورفقة أهل البيت عليهم السلام.
مصائب العقيلة زينب عليها السلام في ليلة الوحشة.