سبيل طاعة الله عز وجل – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)
الملاحظ في الآية الكريمة أنها نعتت المخاطبين بالمؤمنين، وكانت الآية تأمرهم بطاعة الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله، والمؤمن من المفروض أنه يطيع الله تعالى ويطيع رسوله صلى الله عليه وآله، فإن لم يكونوا مطيعين فما فائدة الإيمان بدون عمل، فهل يقتصر الإيمان فقط على الاعتقاد؟!
مثلا المؤمن الذي يعتقد بوجوب الجهاد وعندما تتعرض بلاده أو يتعرض دينه لخطر خارجي فلا يهب للدفاع عنه فماذا يكون استفاد دينه وبلده من اعتقاده إن كان بلا تطبيق.
فكأنما هنا الآية الكريمة إنما يريد الله تعالى من خلالها أن يوقظ ضمائرنا وينقلنا من مرحلة الإيمان النظري إلى الإيمان العملي.
إن أي أمة لا يمكن لها النهوض بدون عمل، فحتى لو خرجت هذه الأمة أو تلك آلاف العلماء على كافة الأصعدة إن لم يعمل علماؤها بما تعلموا ولم يوظفوا في مجال خبراتهم، فهل يمكن لبلادهم أن تحقق الازدهار؟!
أما عن تفسير الآية الكريمة فهي تأمرنا بشكل واضح بطاعة الله تعالى، وطاعته بالنسبة لنا كمسلمين بإتباع أوامر كتابه والانتهاء عن محرماته، لكن هنا يأتي سؤال، طالما أن طاعة الله تعالى تتأتى بإتباع القرآن الكريم وهو بين أيدينا، فكيف للمؤمن أن يطيع رسوله صلى الله عليه وآله ونحن في زمن قد رحل فيه عنا؟
والجواب على ذلك: بإتباع سنته، وسنته تأمر بإتباع عترته المطهرة وهم أئمة أهل البيت عليهم السلام، فهم أحق الناس بسنته وأحرص الناس على الحفاظ عليها.
ذكر مصيبة دفن الإمام السجاد عليه السلام لشهداء كربلاء.