نعمة الماء من أعظم نعم الله تعالى – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا)
إن الله سبحانه وتعالى يريد من هذه الآيات أن يذكر الإنسان بنعمه تعالى عليه، فالله جل جلاله يريد من عباده أن يكونوا مؤهلين لعبادته، ولا يؤهل المرء لعبادة الله تعالى حتى يستذكر نعمه، لأنه من كمال الإنسان أن يشكر نعمة المنعم.
وإن إحدى تلك النعم بل من أكبرها هي نعمة الماء، فلولا نعمة الماء لما نبتت النباتات والأشجار ولا بقيت حياة على وجه الأرض مما يأكله الإنسان ويعيش عليه لا نباتات ولا حيوانات.
فالمتأمل والباحث في الآية الكريمة: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) يجد أن كل ما في الكون إما يعتمد على الماء أو يتكون من الماء، فمثلاً: خلايا الإنسان يتكون أغلبها من الماء، ودم الإنسان تتكون نسبة عالية منه من الماء، حتى النباتات عصارتها من الماء.
فالماء الذي نشربه وتشرب منه كل الحيوانات والنباتات يحتوي على نسبة عالية من الأوكسجين الذي هو أصل حياة كل كائن حي.
وهنا حرمت الشريعة الإسلامية منع الماء عن أحد، ليس كما فعل معاوية بن أبي سفيان عندما منع الماء عن جيش أمير المؤمنين عليه السلام، لكن عندما استولى جيش أمير المؤمنين عليه السلام على ماء الفرات لم يمنع جيش معاوية من الشرب منه.
تقول الرواية أنه عندما صار الماء في ايدي جيش الإمام علي عليه السلام لم يقبلوا أن يسقوا أهل الشام ولكن عندما وصل الخبر إلى أمير المؤمنين عليه السلام أرسل إلى أصحابه وقال:
(خذوا من الماء حاجتكم، وارجعوا إلى عسكركم، وخلوا بينهم وبين الماء، فإن الله قد نصركم ببغيهم وظلمهم).
ذكر مصائب السيدة زينب عليها السلام في موكب السبي