عقائد قريش بالله تعالى – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ)
في زمن الجاهلية كان العرب يتدينون بالوثنية وعبادة الأصنام، وكان لديهم اعتقاد أن تلك الأصنام هي الوسيلة بينهم وبين الله تعالى، وكانوا أيضا قياسا على أنفسهم يعتقدون أن الرب بحاجة إلى شريكة (زوجة) كما هم بحاجة إليها.
ومن عقائد قريش التي كانت منتشرة بين الزنادقة من العرب، أنهم كانوا يعتقدون أن ما هو خير وجميل فهو من خلق الله تعالى، وما هو قبيح وشرير فهو من خلق الشيطان.
ومن عقائد قريش، أن الملائكة هن بنات الله عز وجل، لذلك رد عليهم القرآن الكريم (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى)، وأن الله سبحانه وتعالى عما يصفون خطب من إحدى قبائل الجن فتزوج منهم وأنجب الملائكة اللواتي قالت قريش بأنهن بناته جل جلاله.
وفي سياق الرد على العقائد المنحرفة التي كانت لديهم نزلت الآية السابقة لترد عليهم وعلى كل من جعل أن لله تعالى مع أحد من الخلق نسباً.
معنى قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) أن الجن لو كان بينهم وبين الباري عز جل نسباً لما كان حالهم يوم القيامة حال جميع الخلائق، أي أنهم جميعاً يساقون إلى الحساب، ولو كان لهم مع الله تعالى نسباً لكانوا معفيين من الوقوف للحساب أمامه سبحانه.
ذكر مصيبة دفن أمير المؤمنين للسيدة الزهراء عليهما السلام.