العجب بالأموال والأولاد – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)
بعدما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة رأوا كثير من المنافقين فيها يتمتعون بكثرة الأموال والأولاد، فأخذ ذلك من نفوسهم مأخذ، بأن هاؤلاء منافقين وقد أعطاهم الله من فضله ونحن لأننا آمنا بالله سلبت قريش منا كل شيء، فجاء الوحي بهذه الآيات يخاطب فيها المسلمون من خلال النبي صلى الله عليه وآله ليعالج عندهم هذا التفكير الخاطئ.
وقد استنكرت الآية إعجابهم بما متعهم الله تعالى، لأن هذا العطاء هو غير خاص بهم فقط، فالله تعالى قد متع الكثير من الناس من البر والفاجر، وإنما ينبغي أن يكون الإعجاب بمن اختصه الله دون أغلب البشر بمزايا علمية أو أخلاقية أو غير ذلك.
وإن العجب بالأموال والأولاد مستنكر لأن على المؤمن أن يقلب واقع الدنيا من مادي إلى عبادي، فلا ينبغي أن تكون نظرة المجتمع المسلم إلى الأفراد مبني على ما يملك الفرد بل ينبغي أن يكون بناء على قربه من الله تعالى، فالدنيا منتهاها إلى الفناء والآخرة أزلية لا فناء لها.
فإنه ليس بشرط كما يظن الكثيرون أن الأموال والأولاد تجلب الخير لصاحبها، فكثير من الأولاد قد يكونون حسرة على والديهم، فبضعهم يجلب سوء السمعة لأهله بسوء خلقه وبعضهم عاق لوالديه.
وإيضاً كثير من الأموال تجعل صاحبها يتجرء على ارتكاب المعاصي من المنكرات وتجعل صاحبها يبخل عن فعل الخيرات وبالتالي توصل صاحبها لسوء الخاتمة وبعض الأموال تسلب من صاحبها راحة البال لكثرة ما ينشغل فكرة بتحصيلها وخوفة من فقدانها.
وهذا ما قصدته الآية الكريمة بقوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ).
مصيبة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء
مواضيع مشابهة
نظرة القرآن الكريم إلى الأولاد