لباس الإنسان في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ)
إن الآية القرآنية الكريمة تدعو البشرية جمعاء حينما ابتدأت بقوله تعالى (يا بني آدم) ولم تبدأ كالعديد من الآيات القرآنية بعبارة (يا أيها الذين آمنوا) الموجهة للمؤمنين وأهل الإيمان خاصة.
إن الآية الكريم تدعو البشرية قاطبة إلى الالتفات إلى مسألة لباس الإنسان وأن الله أرسل لنا ما نستر به أجسادنا وعوراتنا من أن تكشف ويطلع عليها الآخرون.
ومما أنعم الله به علينا من نعم نستر بها أجسادنا أنواع النباتات والأشجار التي كان الإنسان الأول في العصور الغابرة يستر بها جسده ويتقي بها حر الصيف وبرد الشتاء.
وسرعان ما تطورت الأمور وتقدم وعي الإنسان واتجه إلى المنتجات الحيوانية، فالله سخر لنا لحيوانات لا لنستفيد من لحومها وشحومها فقط وإنما لنستفيد من جلودها أيضا كغطاء ودثار لأجسامنا الضعيفة أمام العوامل الجوية، فتجد الإنسان اتخذ من جلود وأوبار وأصواف الغنم والإبل والبقر وغيرها من الحيوانات لباسا يستر بها نفسه وعورته.
ومن الأمور التي تجدر الإشارة إليها هنا فيما يتعلق بمسألة لباس الإنسان في الإسلام قضية الحجاب التي تعتبر من القضايا الساخنة في هذه الأيام وفي عصرنا الحاضر، فكثيرا ما يهاجم الإسلام وقيم الإسلام على أنها قيم رجعية تدعو إلى تغليف المرأة وحجب دورها عن المجتمع بإلزامها بارتداء الحجاب، في حين أن الحجاب لم يكن يوما عائقا أمام انخراط المرأة في المجتمع الإنساني بأي شكل من الأشكال، ولنا شواهد على ذلك حتى في صدر الإسلام ومن قبل أعظم الشخصيات الإسلامية النسائية، وعلى رأسهم سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
إن الحجاب ستر وصون للمرأة، واستنكار بعضهم ذلك وقولهم بأنه لم لا نلزم الرجل والمرأة على حد سواء بالحجاب لا محل له، لأن المرأة بطبيعتها التي خلقها الله عليها كائن مشتهى ومطلوب وإظهاره لمفاتنه موجب لإغراء الرجل وشيوع الفحشاء في المجتمع على عكس الرجل.
وعلى فرض أن إظهار عضو من أعضاء الرجل كان موجبا لإثارة الشهوة والفتنة لدى المرأة فإن ستر ذلك العضو واجب على الرجل على تفصيل مذكور في الرسائل العملية وكتب الفقه.