ولاية النبي صلى الله عليه وآله – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)
إن ولاية النبي صلى الله عليه وآله ولايته من ولاية الله تعالى، والله عز وجل ولايته ولاية تربية وتغذية وتسديد، فولاية الله عز وجل كلها عطاء فهو القوي وهو الغني وهو القادر، ونحن خلقه مهما بلغنا من قوة وغنى وقدرة إنما نحن ضعفاء أمامه ونبقى مفتقرين إليه.
وولاية الله عز وجل تقسم إلى ولاية تكوينية وولاية تشريعية، أي أن إدارة الكون وأحوال الخلق من بشر وغيرهم إنما هي بيد الله تعالى، وولايته التشريعية في أنه يسددنا بالأحكام الشرعية لما فيه صلاحنا كمجتمع وكأفراد.
فولاية النبي تستمد من هنا بحيث أنه صلى الله عليه وآله هو الواسطة بيننا وبين الله تعالى الذي يوصل لنا ويعلمنا الأحكام والأوامر الإلهية، فلا يظن أحد أن التشريعات الإلهية هي نوع من التسلط على العباد، فلو أن أحدنا قاده عقله إلى أمر وفعله هل تتقيد حريته بالانقياد لعقله؟ فالانقياد لله تعالى ولرسوله الكريم هو انقياد للعقل الكامل، وهذا هو الحرية بعينها.
وكما أن العين لا ترى ما حولها بدون نور كذلك العقل البشري يحتاج إلى نور ليرى به الواقع ويميز به الصواب من الخطأ، وهذا النور الذي يحتاجه العقل هو تسديد الله تعالى الذي يأتي عبر رسول الله صلى الله عليه وآله وعبر أهل بيته عليهم السلام من بعده.. فهذه هي الولاية التي نحتاجها في حياتنا.
وقوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) بين فيها حكماً فقهياً وهو حرمة الزاوج من زوجات النبي، فهو صلى الله عليه وآله كما ورد في الورايات أب للمؤمنين فعن النبي صلى الله عليه وآله أنه عندما نزل قوله تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) قال: (أنا وعلي أبوا هذه الأمة، أنا وعلي موليا هذه الأمة).
وقوله تعالى: (وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) بمعنى أن الوالدين الذين ورثا أبنائهم خواصهم النفسية والجسدية من باب أولى أن يورثوهم أموالهم وممتلكاتهم، وعلى هذا إن أحق الناس بميراث النبي صلى الله عليه وآله هم أهل بيته عليهم السلام.
ووميراثه لأهل بيته لم يكن فقط في مال أو ملك من أرض فدك وغيرها بل أيضا هم ورثته في العلم والولاية على المؤمنين، فلا يصح إدعاء من قال بالتمسك بالكتاب والسنة وترك ولاية أهل البيت عليهم السلام لأن الكتاب في بيتهم نزل والسنة سنة جدهم صلى الله عليه وآله.
نعي مصيبة السيدة الزهراء عليها السلام