في ذكرى ولادة سيد الأحرار ع – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
في ذكرى ولادة سيد الأحرار الإمام الحسين عليه السلام نستذكر بعض النكات من الروايات العطرة التي وردت في قصة ولادته عليه السلام.
منها ما ورد في الأمالي للشيخ الصدوق عن أسماء بنت أبي بكر، عن صفية بنت عبد المطلب قالت: لما سقط الحسين من بطن أمه وكنت وليتها (عليها السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا عمة هلمي إليّ ابني فقلت:
يا رسول الله إنّا لم ننظفه بعد، فقال: يا عمة أنت تنظفينه؟ إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهره.
وكذلك ما ورد في الأمالي عن صفية بنت عبد المطلب قالت: لما سقط الحسين عليه السلام من بطن أمه فدفعته إلى النبي صلى الله عليه وآله فوضع النبي صلى الله عليه وآله لسانه في فيه وأقبل الحسين على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله يمصه قالت: فما كنت أحسب رسول الله صلى الله عليه وآله يغذوه إلا لبناً أو عسلاً…
ومن النكات الأخرى الواردة في قصة ولادة الإمام الحسين عليه السلام، ما نقله العلامة المجلسي في “بحار الأنوار” عن الإمام الصادق عليه السلام: “لما وُلد الحسين عليه السلام، أمر الله جبرائيل أن يهبط إلى الأرض ومعه ألف من الملائكة، فيهنئ النبي صلى الله عليه وآله بولادته، ويبلغه السلام من الله عز وجل، ويخبره بأن هذا المولود سيد الشهداء وأنه مقتول مظلوم بأرض كربلاء”.
ومن الروايات العطرة أيضاً ما ذكره الشيخ الطوسي في “الأمالي”، عن ابن عباس، قال: لما وُلد الحسين عليه السلام أتى جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وآله، وقال له: يا محمد، إن هذا ابنك المولود سيبتلى ببلاء عظيم ويقتل مظلوماً، فبكى النبي صلى الله عليه وآله وقال: “اللهم بارك لي فيه واجعله سيداً مباركاً، واجعل قتلته ملعونين في الدنيا والآخرة”.
كما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام، أنه قال: “لما وُلد الحسين عليه السلام، جاء النبي صلى الله عليه وآله، فأخذه ووضعه في حجره، وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم بكى، فقيل له: ممَّ بكاؤك يا رسول الله؟ فقال: أبكي لما يصيبه من بعدي”.
إن هذه النكات العطرة التي وردت في الروايات الشريفة، تبين مكانة الإمام الحسين عليه السلام منذ ولادته، وكيف أن النبي صلى الله عليه وآله كان على علم بما سيجري عليه من مصائب، لكنه رغم ذلك كان يبارك ولادته، ويؤكد على منزلته الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى. وهذه الروايات تدعونا إلى التأمل في مقام الإمام الحسين عليه السلام وفضائله العظيمة، وإلى استلهام دروس الفداء والصبر والثبات من سيرته العطرة.