فاطمة الزهراء عليها السلام، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هي واحدة من الشخصيات البارزة في الإسلام. تتمتع بمكانة رفيعة وفضل عظيم، وقد أثنى عليها الرسول الكريم وأهل البيت في العديد من الأحاديث النبوية.

تفسير الآية الكريمة

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) في بداية الآية، يُشير الله تبارك وتعالى إلى معنى قد يغيب عن أذهان الناس، وهو أن الكثير منهم يعتقدون أن الأبوين هما من أوجدا الإنسان، والواقع أن كلا الوالدين هم مجرد وسيلة للإنجاب وسبب للإنجاب بينما المسبب في وجود الإنسان هو الله تعالى. ولذا قال: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم).

أهمية الأم

ثم قال تعالى: (مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ)، والأمهات أصلها “أمات”، والأم تأتي بمعنى الأصل، والهاء في “أمهات” فيها رأيين: الأول أنها للتأكيد، والثاني أنها للتفريق بين الأم الإنسانية وغيرها. الأم في اللغة تأتي بمعنى الأصل، كقوله تعالى: (وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) أي أصل الكتاب.

دور الأم في الحياة

الأم عند غير الإنسان لا تعطي وليدها إلا حفظ النوع، أما الأم الإنسانية فهي لا تعطي ولدها فقط حفظ النوع بل تعطيه أيضاً جينات وراثية قد تعود لأجداد مضوا من مئات السنين. ولأن الأم هي الأصل قال رسول الله عن فاطمة الزهراء عليها السلام أنها أم أبيها.

فضل فاطمة الزهراء

لقبها رسول الله بلقب “أم أبيها” لأن الأم هي من تلد الفروع، ورسول الله جميع فروعه قطعت بموت جميع أبنائه الذكور وهم أطفال. ولذا قال صلى الله عليه وآله: (إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي من صلبه خاصة وجعل ذريتي من صلبي ومن صلب علي بن أبي طالب إن كل بني بنت ينسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فإني أنا أبوهم).

الخاتمة

فضل فاطمة الزهراء عليها السلام يتجاوز مجرد كونها ابنة النبي. إنها نموذج للأم المثالية، صاحبة الإيمان القوي والأخلاق الرفيعة. تعاليمها وقيمها تظل مصدر إلهام للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وتجسد دور الأم في نقل القيم والمثل العليا عبر الأجيال.

مواضيع مشابهة

في رحاب السيدة الزهراء عليها السلام
لماذا سميت فاطمة الزهراء (ع) المحدثة ؟