تحويل القبلة وأحكام التوجه إليها – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة الرواية التي تشرح حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرّفة، وما رافقها من اعتراض اليهود وتعليق القرآن الكريم: “قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام”. وتوضح الرواية كيف تحولت الصفوف في الصلاة، وكيف بقي في المدينة أثرٌ لهذه الواقعة في مسجد القبلتين. من خلال هذه القصة تُطرح أسئلة فقهية وعقائدية عن معنى “المسجد الحرام”، والحالات التي يتوجب فيها على المسلم التوجه نحو القبلة في عباداته وأعماله.
نص الرواية:
عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام:
صلى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى البيت المقدس بعد النبوة ثلاث عشرة سنة بمكة وتسعة عشر شهراً بالمدينة، ثم عيّرته اليهود فقالوا له: إنك تابع لقبلتنا فاغتم لذلك غماً شديداً، فلما كان في بعض الليل خرج صلى الله عليه وآله يقلب وجهه في آفاق السماء، فلما أصبح صلى الغداة، فلما صلى من الظهر ركعتين جاءه جبرئيل عليه السلام فقال له: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}
ثم أخذ بيد النبي صلى الله عليه وآله فحوّل وجهه إلى الكعبة وحوّل من خلفه وجوههم حتى قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال، فكان أول صلاته إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة، وبلغ الخبر مسجداً بالمدينة وقد صلى أهله من العصر ركعتين فحوّلوا نحو الكعبة، فكانت أول صلاتهم إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين”.
المصدر: من لا يحضره الفقيه – ج١ – ص٢٧٤
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
معنى المسجد الحرام: ما هو المقصود بـ “المسجد الحرام” في الآية الكريمة؟ هل المراد به الكعبة فقط، أم الحرم المكي كله؟ لماذا ارتبطت العقيدة الإسلامية بموضوع القبلة بشكل جوهري؟
أحكام التوجه للقبلة: ما هي العبادات التي يشترط فيها استقبال القبلة (كالصلاة والذبح والدعاء)؟ هل يشترط استقبال القبلة في كل حالات الصلاة أم هناك استثناءات (مثل صلاة النافلة في السفر)؟ ما الحكم عند الاشتباه بالقبلة أو تعذر معرفتها؟
البعد العقائدي والروحي: كيف كان تحويل القبلة امتحاناً وتمييزاً بين المؤمنين والمنافقين؟ ما هي الدروس الروحية المستفادة من ارتباط المسلم بالقبلة في حياته اليومية؟
القبلة ليست مجرد اتجاه مكاني، بل رمز لوحدة الأمة وتوحيد قلوب المؤمنين نحو بيت واحد جعله الله مثابةً للناس وأمناً. فحيثما توجه العبد في عباداته ينبغي أن يتذكر أن وجهته الحقيقية هي الله عز وجل.
مواضيع مشابهة
ليتفقهوا في الدين – مسائل فقهية في العلم الإجمالي -25- اتجاه القبلة والعلم الإجمالي

