أحكام اللباس في الفقه الإسلامي – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة جملة من الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام في باب اللباس، حيث نجد أن الإمام الصادق عليه السلام لبس السواد وهو يعلم أنه لباس أهل النار، مما يوضح حكم لبس السواد في غير موارد العزاء، كما وردت روايات أخرى تنهى النساء عن لبس السواد ولطم الخدود وشق الجيوب. وفي المقابل نجد التأكيد على استحباب الثياب البيضاء. ومن جهة أخرى، وردت نصوص عديدة حول جواز الصلاة بالنعال إذا كانت طاهرة، بل اعتُبرت من السنة النبوية.
نص الروايات ومصادرها:
لبس السواد
عن حذيفة بن منصور أنه قال:
(كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) بالحيرة فأتاه رسول أبي العباس الخليفة يدعوه، فدعا بممطر أحد وجهيه أسود والآخر أبيض فلبسه، ثم قال (عليه السلام): أما إني ألبسه وأنا أعلم أنه لباس أهل النار).
من لا يحضره الفقيه – ج ١ – ص ٢٥٢
عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(لا تلطمن خدا ولا تخمشن وجها ولا تنتفن شعرا ولا تشققن جيبا ولا تسودن ثوبا).
الكافي – ج ٥ – ص ٥٢٧
الصلاة بالنعال
عن معاوية بن عمار قال:
(رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يصلي في نعليه غير مرة ولم أره ينزعهما قط).
وسائل الشيعة – ج ٤ – ص ٤٢٥
عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال:
(إذا صليت فصل في نعليك إذا كانت طاهرة، فإن ذلك من السنة).
وسائل الشيعة – ج ٤ – ص ٤٢٥
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
حكم لبس السواد: ما حكم لبس السواد في غير موارد العزاء على أهل البيت عليهم السلام؟ ما هي العلة التي دفعت الإمام الصادق عليه السلام إلى لبس السواد مع كراهته؟ هل الكراهة تشمل لبس العباءة السوداء فقط أم جميع أنواع الثياب السوداء؟ ما هو فضل واستحباب الثياب البيضاء في الروايات؟
الصلاة بالنعال: ما حكم الصلاة بالنعال؟ ما هي شروط جواز الصلاة بالنعال؟ لماذا ورد استحباب الصلاة بالنعال واعتبارها من السنة؟ هل يختلف الحكم بين الصلاة في المسجد أو في البيوت والبراري؟
اللباس في الفقه الإسلامي ليس مجرد مظهر خارجي، بل يعكس هوية المؤمن وثقافته الدينية. فلبس السواد في غير موارد الحزن قد يكون شعاراً لأهل الباطل، بينما الثياب البيضاء علامة على الطهر والصفاء. كما أن الصلاة بالنعال تبين يسر الشريعة وواقعيتها، بحيث تجعل العبادة جزءاً طبيعياً من حياة الإنسان اليومية.