فضل مسجد براثا – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة رواية جابر بن عبد الله الأنصاري عن صلاة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في براثا بعد رجوعه من قتال الشراة، حيث اجتمع معه مائة ألف رجل. وورد في النص أن نصرانياً من صومعة قريبة شهد أن هذا الموضع لا يصلي فيه جمع غفير إلا نبي أو وصي نبي، فدخل في الإسلام. كما أوضح الإمام (عليه السلام) أن أنبياء الله الخليل إبراهيم، والمسيح عيسى وأمه مريم (عليهم السلام) قد صلّوا في هذا المكان من قبل. تكشف هذه الرواية عن مكانة مسجد براثا وأبعاده الروحية والتاريخية في التراث الإسلامي.
نص الرواية:
روى جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال:
صلى بنا علي (عليه السلام) ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة ونحن زهاء مائة ألف رجل، فنزل نصراني من صومعته فقال: أين عميد هذا الجيش؟ فقلنا: هذا. فأقبل إليه فسلم عليه ثم قال: يا سيدي أنت نبي؟ قال: لا، النبي سيدي قد مات.
قال: فأنت وصي نبي؟ قال: نعم. ثم قال: اجلس، كيف سألت عن هذا؟
قال: إنما بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع وهو براثا، وقرأت في الكتب المنزلة أنه لا يصلي في هذا الموضع بذا الجمع إلا نبي أو وصي نبي، وقد جئت أن أسلم، فأسلم وخرج معنا إلى الكوفة.
فقال له علي (عليه السلام): فمن صلى هاهنا؟ قال: صلى عيسى بن مريم وأمه. فقال له (عليه السلام): فأفيدك من صلى هاهنا؟ قال: نعم. قال: الخليل (عليه السلام).
المصدر: بحار الأنوار – ج ٣٣ – ص ٤٣٨ و ٤٣٩
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
البعد التاريخي لمسجد براثا: ما هو مسجد براثا وما مكانته في التاريخ الإسلامي؟ ما دلالة اجتماع مائة ألف رجل خلف أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الموضع؟
شهادة النصراني وإسلامه: ما هي رمزية شهادة النصراني من الصومعة ودخوله الإسلام؟ كيف تشير هذه الحادثة إلى توافق الأخبار بين الكتب السماوية السابقة والإسلام؟
قداسة الموضع وارتباطه بالأنبياء: لماذا صلى إبراهيم الخليل وعيسى وأمه مريم في هذا الموضع بالذات؟ ما الذي يكشفه هذا عن علاقة مسجد براثا بخط النبوة والوصاية؟
إن براثا لم يكن مجرد مسجد عادي، بل محطة تاريخية تجلّت فيها أنوار النبوة والوصاية، واجتمع فيها خط إبراهيم الخليل وعيسى المسيح وأمير المؤمنين (عليهم السلام). هذه الرواية تذكّرنا أن الأرض تشهد بقداسة من مرّ عليها من أولياء الله، وأن للإيمان جذوره الممتدة عبر جميع الرسالات السماوية.

