قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: ليتفقهوا في الدين -ليتفقهوا في الدين - حكم شرعي في قصة روائية
آخر برامج من: السيد صباح شبر
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

أكل الحقوق الشرعية بغير وجه حق – السيد صباح شبر

في هذه الحلقة نسلط الضوء على رواية مهمة وردت عن الإمام الجواد عليه السلام، تتناول مسألة التفريط في الأموال الشرعية التي هي حق لآل محمد والأيتام والمساكين وأبناء السبيل. تكشف الرواية عن خطورة التهاون في هذه الحقوق، ومحاولة تبرير الاستيلاء عليها بطلب المسامحة أو الإحراج، وهو ما يرفضه الشرع رفضًا قاطعًا، لما فيه من ظلم وتضييع لحقوق المستحقين.

 

الرواية:

عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال:

(كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل وكان يتولى له الوقف بقم، فقال: يا سيدي اجعلني من عشرة آلاف في حل، فإني قد أنفقتها، فقال له: أنت في حل، فلما خرج صالح قال أبو جعفر عليه السلام: أحدهم يثب على أموال آل محمد وأيتامهم ومساكينهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجئ فيقول: اجعلني في حل، أتراه ظن أني أقول: لا أفعل، والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالاً حثيثاً).

وسائل الشيعة – ج ٩ – ص ٥٣٧

 

المحاور والأسئلة المطروحة في الحلقة:

حكم أكل مال الغير بالحياء: ما معنى أكل المال بالحياء والإحراج؟ هل يسقط الحق الشرعي عن صاحبه بمجرد طلب الحلّ والمسامحة؟ كيف اعتبرت الرواية هذا الفعل اعتداءً على أموال آل محمد وأيتام المسلمين؟

خطورة الإحراج أمام الناس: ما هو حكم وضع الإمام أو الفقيه في موضع الإحراج بطلب العفو أمام الآخرين؟ لماذا قال الإمام “أتراه ظن أني أقول لا أفعل”؟ وما دلالة ذلك على شفقة الأئمة وحرصهم على عدم إحراج الناس، وإن كان الحق لا يسقط بذلك؟

ضرورة رعاية الحقوق الشرعية: ما هي أبرز الحقوق الشرعية التي تجب مراعاتها (كالزكاة، الخمس، الوقف)؟ كيف يجب على المؤمن أن يتعامل مع هذه الأموال حتى تبرأ ذمته؟

تبعات تضييع الحقوق الشرعية: ما هي عواقب التفريط في الحقوق الشرعية وعدم إيصالها لمستحقيها؟ كيف فسّرت الرواية تهديد الإمام الجواد عليه السلام بالمساءلة يوم القيامة؟ ما الحكمة من هذا التشديد في المساءلة الإلهية على أموال الأيتام والمستضعفين؟

 

أظهرت الرواية أن أكل الأموال الشرعية من أخطر الذنوب التي لا يسقط وزرها بالحياء أو الإحراج، بل هي أمانة يجب إيصالها إلى مستحقيها. فالإمام الجواد عليه السلام أراد أن يبين أن المسامحة الظاهرية لا تعني سقوط الحق أمام الله تعالى، وأن السؤال يوم القيامة سيكون دقيقًا وشديدًا عن هذه الحقوق. ومن هنا كان لزامًا على المؤمن أن يتحرّى الدقة في أداء الحقوق، ويتجنب الظلم الذي يضيّع بها حقوق آل محمد والأيتام والمساكين.

 

مواضيع مشابهة

خير الزاد – 604- سلبيات كثرة المال

أحاديث في حبّ المال وجمع الدينار والدرهم وكنزهما