الصيام المستحب عند النبي ص – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة تنوع أساليب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في الصوم، وكيف انتقل من صيام دائم، إلى الإفطار، إلى صوم داود، ثم استقر على ثلاثة أيام في الشهر، مع بيان فلسفة اختيار هذه الأيام بالذات، وربطها بما جرى على الأمم السابقة من نزول العذاب في مثلها.
نص الرواية:
عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
(صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قيل: ما يفطر، ثم أفطر حتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود عليه السلام يوماً ويوماً لا، ثم قبض صلى الله عليه وآله على صيام ثلاثة أيام في الشهر، وقال: يعدلن صوم الدهر، ويذهبن بوحر الصدر. وقال حماد: الوحر الوسوسة. قال حماد: فقلت: وأي الأيام هي؟ قال: أول خميس في الشهر، وأول أربعاء بعد العشر منه، وآخر خميس فيه. فقلت: وكيف صارت هذه الأيام التي تصام؟ فقال: لأن من قبلنا من الأمم كانوا إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الأيام، فصام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الأيام، لأنها الأيام المخوفة).
وسائل الشيعة – ج ١٠ – ص ٤١٥
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
تنوع الصيام النبوي: لماذا صام النبي صلى الله عليه وآله حتى قيل “ما يفطر” ثم أفطر حتى قيل “ما يصوم”؟ ما هو معنى صوم داود (يوماً ويوماً لا)؟ ما الدلالة التربوية في تنقل النبي بين أنماط الصيام المختلفة؟
صيام ثلاثة أيام في الشهر: لماذا اختار النبي ثلاثة أيام فقط في الشهر؟ ما معنى قوله: “يعدلن صوم الدهر ويذهبن بوحر الصدر”؟ كيف يكون الصوم علاجاً للوسوسة وتهذيباً للنفس؟
الأيام المخوفة: ما المقصود بالأيام المخوفة التي كان ينزل فيها العذاب على الأمم السابقة؟ ما الحكمة في أن النبي جعلها أياماً للصوم؟ كيف يمكن أن نستفيد من هذا البعد التاريخي والروحي في حياتنا المعاصرة؟
الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة تهذيب للنفس ودواء للصدر، وقد جعل النبي صلى الله عليه وآله صيام الأيام المخوفة تذكرةً بسنن الله في الأمم، وتنبيهاً للمؤمن ليبقى دائماً في حال توبة وإنابة.