قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: ليتفقهوا في الدين -ليتفقهوا في الدين - حكم شرعي في قصة روائية
آخر برامج من: السيد صباح شبر
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

أحكام الصد والحصر في الحج والعمرة – السيد صباح شبر

في هذه الحلقة نسلّط الضوء على أحد الموضوعات الفقهية الدقيقة في باب الحج والعمرة، وهو التمييز بين حالتي المحصور والمصدود، كما ورد في الروايات الموثوقة عن أهل البيت عليهم السلام. ومن خلال قصة الإمام الحسين عليه السلام حين مرض في طريق العمرة، يظهر الفرق بين من يُمنع من الوصول إلى البيت بسبب المرض أو العجز (المحصور)، وبين من يُمنع قهرًا وعدوانًا من قِبل الأعداء أو السلطات (المصدود)، كما حدث للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية.

 

الرواية:

عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

(إن الحسين بن علي صلوات الله عليهما خرج معتمرا فمرض في الطريق، فبلغ عليا عليه السلام ذلك وهو في المدينة، فخرج في طلبه فأدركه بالسقيا وهو مريض بها، فقال: يا بني ما تشتكي؟ فقال: أشتكي رأسي. فدعا علي عليه السلام ببدنة فنحرها وحلق رأسه ورده إلى المدينة. فلما برئ من وجعه اعتمر.

قلت: أرأيت حين برئ من وجعه قبل أن يخرج إلى العمرة، أتحل له النساء؟ قال: لا تحل له النساء حتى يطوف بالبيت وبالصفا والمروة.

قلت: فما بال رسول الله صلى الله عليه وآله حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت؟

قال: ليسا سواء، كان النبي صلى الله عليه وآله مصدوداً، والحسين عليه السلام محصوراً).

الكافي – ج ٤ – ص ٣٦٩

 

المحاور والأسئلة المطروحة في الحلقة:

تعريف المصدود والمحصور: ما معنى المحصور في الفقه الإسلامي؟ ما معنى المصدود، وما الفرق بينه وبين المحصور؟ ما هي الأمثلة الفقهية لكل من الحالتين كما وردت في النصوص الشرعية؟

دلالة الرواية على أحكام الإحرام في المرض والمنع: لماذا نحر أمير المؤمنين (عليه السلام) البدنة عن الحسين عليه السلام في طريق العمرة؟ هل يجوز للمحصور أن يتحلل قبل الطواف؟ ما العلة في بقاء حرمة النساء على الحسين عليه السلام رغم رجوعه إلى المدينة؟

مقارنة بين حال النبي (ص) في الحديبية والإمام الحسين (ع): كيف يوضح الإمام الصادق عليه السلام الفرق بين المصدود في الحديبية والمحصور في مرض الحسين؟ ما الحكمة الشرعية من تحلل النبي (ص) رغم عدم الطواف بالبيت؟

 

الخاتمة:

تبيّن هذه الرواية دقة التشريع الإسلامي في التفريق بين الظروف القاهرة في أداء المناسك، فـالمحصور يتحلل بعد النحر والحلق مع بقاء بعض المحظورات حتى الطواف، بينما المصدود يتحلل تماماً لعجزه الخارجي لا الذاتي. ومن هنا يظهر أن الشريعة تراعي واقع الإنسان وتفرّق بين من يُمنع قهراً وبين من يُمنع عجزاً، لتبقى العبادة ضمن ميزان العدل والرحمة الإلهية.

 

مواضيع مشابهة

قضايا وهموم – 101 – فلسفة الحج في الإسلام

أحاديث في من نذر شيئاً للكعبة أو أوصى به