الرخصة في ميقات الإحرام – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة مسألة الميقات في الحج والعمرة، وكيف عالجت النصوص الشريفة حالات خاصة مثل المرض أو الضعف، وما هو الموقف من التشدد في اختيار أبعد المواقيت، وهل الأفضل التيسير واتباع الرخصة أم التشدد والتعسير؟ كما نسلط الضوء على قاعدة “الله يسير يحب اليسير” التي وردت في كلمات الأئمة (عليهم السلام)، ونناقش كيف تتجلى في تفاصيل العبادات.
الروايات:
عن أبي بكر الحضرمي قال:
(قال أبو عبد الله عليه السلام: إني خرجت بأهلي ماشيا فلم أهل حتى أتيت الجحفة وقد كنت شاكيا، فجعل أهل المدينة يسألون عني فيقولون: لقيناه وعليه ثيابه وهم لا يعلمون، وقد رخص رسول الله صلى الله عليه وآله لمن كان مريضا أو ضعيفا أن يحرم من الجحفة).
وسائل الشيعة – ج ١١ – ص ٣١٧
عن حنان بن سدير، قال:
(كنت أنا وأبي وأبو حمزة الثمالي وعبد الرحيم القصير وزياد الأحلام حجاجا، فدخلنا على أبي جعفر عليه السلام فرأى زيادا وقد تسلخ جسده، فقال له: من أين أحرمت؟ قال: من الكوفة، قال: ولم أحرمت من الكوفة؟ فقال: بلغني عن بعضكم أنه قال: ما بعد الإحرام فهو أفضل وأعظم للأجر، فقال: وما بلغك هذا إلا كذاب. ثم قال لأبي حمزة: من أين أحرمت؟ قال: من الربذة، قال: ولم؟ لأنك سمعت أن قبر أبي ذر رضي الله عنه بها فأحببت أن لا تجوزه. ثم قال لأبي ولعبد الرحيم: من أين أحرمتما؟ فقالا: من العقيق، فقال: أصبتما الرخصة واتبعتما السنة، ولا يعرض لي بابان كلاهما حلال إلا أخذت باليسير، وذلك أن الله يسير، يحب اليسير، ويعطي على اليسير ما لا يعطي على العنف).
وسائل الشيعة – ج ٨ – ص ٢٣٥
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
الرخصة في الإحرام: ما هي الرخصة التي أعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمريض أو الضعيف في مسألة الإحرام؟ كيف جسّد الإمام الصادق (عليه السلام) هذه الرخصة في عمله عند خروجه إلى الحج؟
خطأ التشدد في المواقيت: لماذا أنكر الإمام الباقر (عليه السلام) على من أحرم من الكوفة بقصد زيادة الأجر؟ ما خطورة اعتماد روايات غير صحيحة في مسائل العبادة؟
قاعدة اليسر في الدين: ما معنى قول الإمام: “ولا يعرض لي بابان كلاهما حلال إلا أخذت باليسير”؟ كيف نفهم العلاقة بين اختيار الأيسر ومحبة الله لهذا النهج؟ هل يمكن أن تكون العبادة المشددة سبباً في هلاك البدن وضياع الأجر بدلاً من زيادته؟
تؤكد الروايات أن الإسلام دين يسر، وأن اختيار الرخصة هو اتباع للسنة لا خروج عنها، بل هو ما يحبه الله عز وجل. فالإحرام له حدود شرعية وضعتها الشريعة، والتشدد في تجاوزها طلباً لفضل موهوم قد يوقع الإنسان في الحرج والضرر بلا مبرر. القاعدة الجامعة: “الله يسير يحب اليسير”، وهي عنوان روح الشريعة في مختلف العبادات والمعاملات.
مواضيع مشابهة
ليتفقهوا في الدين – الحج – 3 – أحكام الإحرام للحج

