أحكام الظهار وكفاراته – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة قضية الظهار في الزواج، وهي من الأحكام الخاصة بالعلاقات الزوجية التي حددها الإسلام بحكمة بالغة لحماية الأسرة وحقوق الزوجة. نسلط الضوء على الرواية التي بيّن فيها الإمام الصادق عليه السلام كيفية وقوع الظهار، أثره، عقوبته الشرعية، وحدود تطبيقه، مع تأكيد ضرورة الطاعة لله ولرسوله والالتزام بالأحكام الربانية في هذا المجال الحساس.
الرواية:
عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
إن امرأة من المسلمات أتت النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن فلانا زوجي قد نثرت له بطني وأعنته علي دنياه وآخرته لم يرمني مكروها أشكو منه إليك…
…فسمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول الله صلى الله عليه وآله في زوجها وما شكت إليه وأنزل الله في ذلك قرآنا:
“قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما … والذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم … فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين … فإن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا”
قال أبو جعفر عليه السلام: ولا يكون الظهار في يمين ولا في إضرار ولا في غضب، ولا يكون إلا على طهر من غير جماع وبشهادة شاهدين مسلمين.
المصدر: وسائل الشيعة، ج ١٥، ص ٢٤٥
المحاور والأسئلة المطروحة في الحلقة:
مفهوم الظهار في الإسلام: ما معنى الظهار وكيف يُعرّف في الشريعة الإسلامية؟ ما الحكمة من تشريع الظهار وحدوده؟ كيف تعامل الإسلام مع الزوجة التي وقعت عليها هذه الظاهرة؟
كفارة الظهار وطرق التدارك: ما الكفارة الشرعية للظهار وفق القرآن والسنة؟ كيف يُطبّق حكم صيام شهرين أو إطعام ستين مسكينا؟ ما العلاقة بين التوبة والاعتراف بالخطأ وبين سداد العقوبة؟
شروط صحة الظهار وحدوده: ما الشروط التي يجب توفرها في وقوع الظهار (مثل الطهر والشهادة)؟ لماذا لا يكون الظهار في يمين أو غضب أو إضرار؟ كيف تُطبق هذه الأحكام اليوم في ضوء النصوص الشرعية؟
الدروس الاجتماعية والروحية: كيف يوازن الإسلام بين حماية حقوق الزوجة وحقوق الزوج في هذه المسألة؟ ما العبرة الروحية من تشريع الظهار وعقوبته؟ كيف يحقق المؤمنون من خلال الالتزام بهذه الحدود الإيمان بالله ورسوله؟
توضح الرواية أن الظهار من الحدود الربانية الواضحة، وهو قيد يضمن حقوق الزوجة ويؤكد الالتزام الشرعي من الزوج، مع وجود عقوبة واضحة لمن يخالف. كما تبيّن أهمية الشهادة والطهارة والنية الصادقة في كل معاملة زوجية، لتكون الأسرة مؤسسة قائمة على الطاعة والعدل والمودة، وفقًا لتعاليم القرآن والسنة.
