شكر النعمة – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة جانبًا من آداب الطعام والشكر على النعم كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام، وتبيّن كيف أن تكرار الحمد والشكر أثناء الأكل ليس مجرد عادة لفظية، بل هو تجديد للعلاقة مع المنعم سبحانه وتعالى. كما تتناول الحلقة أثر تكرار المعصوم للفعل في بيان استحبابه، إضافة إلى ارتباط الشكر بتمام النعمة وصلاح النفس.
نص الرواية:
عن عبيد بن زرارة قال:
(أكلت مع أبي عبد الله عليه السلام طعاماً فما أحصي كم مرة قال: الحمد لله الذي جعلني أشتهيه).
مرآة العقول – العلامة المجلسي – ج 22 – ص 110
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
دلالة فعل المعصوم: ما المقصود بقول الراوي: «ما أحصي كم مرة قال الحمد لله»؟ هل يدل تكرار الإمام الصادق عليه السلام للحمد على استحباب تكرار الشكر أثناء الأكل؟ ما هو المبدأ الأصولي في فهم دلالة أفعال المعصومين عليهم السلام على الاستحباب أو الوجوب؟
أثر الشكر على النعمة: كيف يؤثر شكر الله على دوام النعمة وزيادتها؟ ما العلاقة بين الشكر باللسان والشكر بالقلب والعمل؟ كيف يمكن للمؤمن أن يجدد إحساسه بالنعمة في كل لحظة من حياته اليومية؟
آداب المائدة وروح الامتنان: ما دلالة قول الإمام: «الحمد لله الذي جعلني أشتهيه» على التوازن بين النعمة والزهد؟ كيف يجمع الإسلام بين متعة الأكل وشكر المنعم سبحانه؟ ما هي بعض السنن المأثورة في الطعام، مثل البدء بالملح وختم الأكل به، وما ورد في فضلها في روايات أهل البيت عليهم السلام؟
يعلّمنا الإمام الصادق عليه السلام أن الطعام ليس مجرد حاجة جسدية، بل هو مقام شكر وذكرٍ لله تعالى. فكل لقمة مأكولة بنية الشكر تصبح عبادة، وكل حمدٍ يرفع إلى السماء يفتح بابًا جديدًا من الرزق والبركة. إنّ تكرار الحمد في المائدة يربط القلب بالمنعم، ويجعل النعمة وسيلة للتقوى لا وسيلة للغفلة، لتتحول لحظات الأكل إلى لحظات نور ورضا.

