حدّ شارب الخمر – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة من برنامج ليتفقهوا في الدين مسألة حدّ شارب الخمر كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام، وتبيّن كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقيم الحد، وما طرأ لاحقًا من تغييرات على يد الخلفاء. كما تسلّط الضوء على منهج الأئمة في ضبط الحدود وفق النص الشرعي، ورفضهم لتجاوز ما ثبت بالسنة النبوية الصحيحة، لتؤكد أن التشريع الإلهي ثابت لا يُغيّر بالهوى أو الاجتهاد الشخصي.
نص الرواية:
عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قلت له: أرأيت النبي صلى الله عليه وآله كيف كان يضرب في الخمر؟
قال: كان يضرب بالنعال ويزيد إذا أُتي بالشارب، ثم لم يزل الناس يزيدون حتى وقف ذلك على ثمانين، أشار بذلك صلوات الله عليه على عمر.
التهذيب، ج 10، ص 96
المحاور والأسئلة الفرعية:
حدّ شارب الخمر في زمن النبي صلى الله عليه وآله ما هو الحد الذي كان يقيمه النبي صلى الله عليه وآله على شارب الخمر؟ ما دلالة استخدام النعل في الحدّ؟ كيف كانت زيادة الحدّ مرتبطة بتكرار الجريمة؟ ما الذي يعبّر عنه ضبط الحدود بهذا الشكل من الرحمة والانضباط؟
التغييرات بعد عصر النبي صلى الله عليه وآله: ما المقصود بقول الإمام الصادق عليه السلام: «حتى وقف ذلك على ثمانين»؟ من الذي غيّر الحدّ إلى ثمانين جلدة؟ هل هذه الزيادة اجتهاد جائز أم تعدٍّ على التشريع؟ كيف يوضح هذا النص الفرق بين السنة الثابتة والاجتهاد السياسي؟
فلسفة الحدود في الإسلام: ما الغاية من إقامة الحدود؟ هل المقصود بالحدّ العقوبة البدنية فقط أم الزجر والإصلاح؟ كيف توازن الشريعة بين الرحمة والعقوبة في التعامل مع الذنب؟ ما دور الإمام أو الحاكم الشرعي في حفظ الحدود الإلهية دون زيادة أو نقصان؟
تبيّن هذه الرواية أن حدود الله تعالى محدّدة بنصوص لا تقبل التغيير، وأن أي زيادة أو تعديل عليها هو تجاوز للشرع. فالنبي صلى الله عليه وآله كان يطبق الحد برحمة وعدل، دون إفراط أو تفريط، بينما تدلّ إشارة الإمام الصادق عليه السلام إلى عمر على ضرورة التمييز بين ما شرّعه الله وبين ما أحدثه الناس بعده. فالشريعة تحفظ التوازن بين العدل والرحمة، والالتزام بها هو صونٌ لحرمة الدين وأمان المجتمع.

