ماذا استفدنا من شهر رمضان؟ – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
من أكبر المغالطات التي يلقيها الشيطان في نفوسنا أننا نتصور أن ما قمنا به من عبادات في شهر رمضان قد أدت حق الله في العبادة، وأننا دخلنا في حل من العبادة وفي تحليل لمعصية، وكذلك يعتقد من يحج أنه إذا عاد وقد غفر ما سبق من ذنبه كذلك قد غفر الله ذنوبه اللاحقة، فتراه يخرج بعد الانتهاء من الموسم العبادي عن روح العبادة.
وإن كثير منا من يخضع لدورات في حياته، والهدف من تلك الدورات التي نخضع لها هو أن نستفيد في مسيرتنا الحياتية من المعلومات والخبرات التي اكتسبناها من تلك الدورة، فالمهندس على سبيل المثال لا تنتهي مهمتة في الهندسة عند نهاية الدورة التعليمة، وكذلك المقاتل لا تنتهي مهمته عند الانتهاء من دورته القتالية والعسكرية.
وكذلك لا ينبغي أن يكون هذا الاعتقاد سائداً عن الانتهاء من مواسم العبادة، فهذه المواسم في حقيقتها هي دورات عبادية، فالمؤمن في رمضان يتمرن على الصبر وكبت الشهوات والغضب والتكثيف من العبادة ليأخذ مما تمرن عليه مسلكاً في حياته، وتحسيناً لأخلاقه وارتقاءً لنفسه.
وإن ما وردنا عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في خطبته باستقبال شهر رمضان، وعم دعاء الإمام زين العابدين في وداع شهر رمضان، ودعاؤه عليه السلام في ختم القرآن الكريم، إنما هي دستور حياتنا بعد شهر رمضان وكيف ينبغي أن يكون المؤمن في هذا الشهر الفضيل.
