تجديد التوبة – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
ها نحن على أعتاب وداع شهر رمضان المبارك، ولعل أحدنا كان قد قصر في عباداته ولم ينل العناية الإلهية بالمغفرة والعتق من النار خلال ما مضى من شهر رمضان، فلا يفوت فرصة الم في أواخر أيام الشهر الفضيل.
وقد تسأل كيف ننال المغفرة والعتق من النار ونحن في ختام شهر رمضان؟
إذا أردت ذلك أخي المؤمن استحضر أخي المؤمن خطبة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان، وانظر في الفقرات التي ذكر بها صلى الله عليه وآله ما يستحب فعله في الشهر الفضيل من إكرام يتيم أو إطعام جائع أو قضاء حاجة أو وقوف بين يدي الله تعالى، وليقبل على تلك الأعمال أو بعضها عسى أن تناله الرحمة الإلهية وتغشاه رحمة الله ومغفرته في أواخر الشهر الفضيل.
أما إن لم يكن للمؤمن عمل صالح أو كان له عمل يخاف عليه من الإحباط من كثرة سيئاته فكيف له أن ينال المغفرة والعتق من النار؟ نعم يمكن أن ينال ذلك بترك الذنوب وتجديد التوبة الحقيقة والاكثار من العبادة.
ولكن إن أراد المرء منا التوبة، فعليه بشرطها الأساسي، وهو تحسين الخلق وعدم اتباع الهوى من غضب وتكبر وغيبة وغير ذلك من آفات القلب.
فلا يظن الفرد منا أنه فقط بتلاوة القرآن أو القيام بالنوافل وحدها يمكنه نيل الرحمة الإلهية دون أن يجلي قلبه من سوء الخلق في لسانه وأفعاله.
وكيف لنا من تجديد التوبة مع الله تعالى ونرجو منه السماح، ونحن لا نغفر لبعضنا البعض ويحقد أحدنا على أخيه المؤمن بسبب أو لأخر.
وكذلك الأمر إذا أردنا لأنفسنا المغفرة والعتق من النار وقبول التوبة منا، يجب ألا ينسى الفرد منا إخوانه في الدين والنظر إلى حوائجهم وعلى الأقل مواساتهم بالكلمة الطيبة والدعاء لهم.
فقد ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: من أصبح لا يهتم لأمر المسلمين فليس منهم.