تتميم مكارم الأخلاق – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن الإيمان بالأئمة المعصومين عليه السلام يمثل حجر الزاوية في عقيدة المؤمنين، ويكتمل هذا الإيمان بالاعتقاد بأن الإمام المهدي المنتظر هو إمام زماننا. لكن التصديق وحده لا يكفي؛ إذ يجب علينا العمل بمكارم الأخلاق والسير على نهج النبي صلى الله عليه وآله، فرضا الإمام الزمان هو في الحقيقة رضاً لله عز وجل. يستوجب ذلك منا اتباع تعاليم النبي والاقتداء بأفعاله في كل تفاصيل العبادة والحياة اليومية.
الإيمان والأخلاق الحسنة
إن مكارم الأخلاق لا تقتصر على التصرف الحسن فقط، بل تشمل أيضًا الإخلاص والتواضع والحرص على تطبيق السنن النبوية. إن الاقتراب من الله وتحقيق رضا الإمام الزمان يتحقق من خلال:
اتباع السنة النبوية: التي تجسدها العبادات والطقوس كما كان يقوم بها النبي صلى الله عليه وآله.
تنمية الخشوع والتقوى: حيث يصبح قلب المؤمن متواضعاً وخاشعاً في كل مظاهر العبادة.
العمل الصالح والتقرب إلى الله: بما يحقق التوازن بين الإيمان والعمل، مما ينعكس إيجاباً على حياة الفرد ومجتمعه.
شرح فقرة الصلوات الشعبانية
تأتي فقرة الصلوات الشعبانية لتكون بمثابة دليل عملي للمؤمنين على كيفية الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وآله في شهر شعبان المبارك. ويمكن تفصيل معانيها على النحو التالي:
شهر نبيك وسيد رسلك:
تُبرز العبارة مكانة شعبان باعتباره شهر النبي، مما يؤكد على قدسيته وارتباطه برحمة الله ورضوانه. هذا التعيين يجعله فرصة لتجديد الإيمان والالتزام بعباداته.
حِفْظُه بالرحمة والرضوان:
يشير النص إلى أن شعبان محاط برحمة الله ورضوانه، مما يجعله وقتاً مميزاً للتقرب إلى الله بالتوبة والعبادة. ويُذكر أن هذا الشهر يعد فترة خصبة للحصول على البركات والشفاعة.
الالتزام بالصيام والقيام:
يُستدل من النص على أن النبي صلى الله عليه وآله كان يدأب على صيام شعبان وقيام لياليه وأيامه. هذا الثبات في العبادة يُعد نموذجاً يُحتذى به في السعي للتقرب من الله وتحقيق الخشوع.
التواضع في العبادة:
تأتي عبارة “بخوعا لك في اكرامه” لتؤكد أهمية التواضع والخشوع في أداء العبادات، مما يعكس علاقة عميقة بين المؤمن وربه تقوم على الخشوع والإجلال.
الدعاء بالاستنان والشفاعة:
يختتم النص بدعاء يطلب فيه المؤمن العون على الاستنان بسنّة النبي ونيل الشفاعة لديه، مما يدل على حرصه على الالتزام بتعاليم النبي والاستفادة من شفاعته في تحقيق رضا الله ورضى الإمام الزمان.
باختصار، فإن هذه الفقرة تُعد بمثابة خارطة طريق للمؤمنين، تُظهر كيف أن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وآله في شهر شعبان قد يكون المفتاح لنيل الشفاعة وتحقيق رضا الإمام المهدي المنتظر.
خاتمة
ختاماً، يظهر جلياً أن تحقيق مكارم الأخلاق والإيمان الراسخ يتطلب الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وآله في كل تفاصيل الحياة، خاصة في المناسبات والأوقات التي حملت خصائص روحانية مميزة مثل شهر شعبان. إن اتباع هذا المنهج لا يقتصر على كونه عبادة شخصية فحسب، بل هو طريق لرضا الإمام الزمان الذي يُعد بمثابة تجسيد لرضا الله عز وجل. فلنحرص جميعاً على تقليد النبي صلى الله عليه وآله والتمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة، لنكون من السعداء في الدنيا والآخرة.