آثار العناد في العبادة – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
(ألقيا في جهنم كل كفار عنيد)
تحدث القرآن الكريم في غير موضع عن العناد وعن ارتباطه الوثيق بالكفر وأنه من أكبر موجبات دخول النار والخلود في عذابها أجارنا الله وإياكم منه.
ومن تلك الآيات التي تتحدث حول العناد وآثاره على النفس والمآل الذي يؤول إليه صاحبه هي هذه الآية المباركة من سورة ق، وهو من شعب الكفر، كما أنه من موانع العبادة والخشوع فيها، فلو أن أحدنا لا يجد خشوعا في عبادته ولا حضورا للقلب فليفتش عن سبب ذلك، وقد يكون العناد أحد تلك الأسباب.
ومن آثار العناد أنه سبب لكثير من المشاكل كالعداوات الحاصلة مع الإخوة ومشاكل الطلاق والتجبر والعتو في الأرض، ولذلك نهي عنه في كثير من الآيات والروايات الشريفة.
وعرف العناد في الاصطلاح بأنه معاندة الحق بعد معرفته، أما في اللغة فإن عند تأتي بمعنى خالف ورد الحق وهو يعرفه كما في الصحاح للجوهري.
وتتراوح مراتب العناد بين معاندة طفل صغير مع والديه ومشاكسته وصولا إلى معاندة كبار الطواغيت وعلماء السوء مع الحق رغم معرفتهم به.
وإن أخطر ما في العناد هو الجهل بخطره، والأخطر من ذلك اعتبار العناد قوة شخصية وحسن تدبير وحسن إدارة وحكمة وحسن تصرف، وهو في الحقيقة مرض متأصل في الذات قد يصعب التخلص منه.
وإن من أوضح آثار العناد هو تأثيره على عبادة الفرد المؤمن ومنعه من الوصول إلى حالة الخشوع والسمو الروحي والاتصال بنور الله جل وعلا، ومن أهم تلك العبادات الصلاة، فكيف للإنسان المعاند أن يواجه ربه في الصلاة وهو يحمل كل ذلك العناد في قلبه؟ كيف له أن يخترق كل تلك الحجب والعناد يغطي قلبه؟
وإن من صفات المعاند أنه كفار كثير الكفر والجحود، لا يعترف بالحق مهما كان واضحا جليا، وأنه مناع للخير كثير المنع للخير ولا يحب الخير لغيره ويحاول دوما أن يمنع وصول الخير، وأنه معتد يميل للعدوان على الجميع، وأنه مريب مصدر للريب والشك، فهو مصدر للريبة والشك، وهو أيضا يشك في كل شيء وفي كل من حوله.