الجحود والعناد – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)
لا بدّ للإنسان المؤمن من التدبر في هذه الآية الكريمة ومعانيها الخطيرة التي تحملها، فالعناد والجحود مرض يصيب القلب، وهو من الأمراض الخطيرة التي تودي بصاحبها في المهالك.
وإن العناد من موجبات عدم الوصول إلى الخشوع في الصلاة، فهذه الحالة التي تحدث لدى النفس تبعد الإنسان عن أجواء الخشوع في العبادة والقرب من المولى عز وجل.
والعناد هو ما يدفع الإنسان إلى عدة أمور ويفتعل الكثير من المشاكل بين الناس، فعندما يعبس أحدنا في وجه أخيه فدافعه من وراء ذلك العناد، وعندما تكون ردة فعلنا سيئة على عمل ما فإن دافعنا من وراء ذلك العناد، وفي المراء والجدال فإن الدافع من وراء غالبا ما يكون العناد الذي يدفع كلا منا إلى إثبات وجهة نظره ولو كانت خاطئة واضحة البطلان.
والتشدد في محاسبة الآخر هو من نتائج صفة العناد المدمرة التي تضاهي بآثارها المدمرة آثار أسوء الأمراض القلبية الأخرى.
ومن أخطر نتائج وتداعيات صفة العناد المدمرة هو حؤولها دون الوصول إلى الخشوع في الصلاة، وذلك لأن العناد يفرض وجود حزازات في النفس لها آثارها العميقة والمتأصلة في النفس، وتجعل من الصعب اقتلاعها وتجنب آثارها الكارثية.
ومن تداعيات الجحود والعناد إصرار المرء على المعصية والذنب، فمن منا لا يعلم بحرمة الغيبة وبأنها قد تكون مخلدة لصاحبها في النار، ومن هنا ينبغي للمؤمن التدبر في هذه الآية الكريمة ومعانيها.
ولو استمر الجحود بهذا الشكل ونفس الوتيرة وتعمق أكثر في النفس والقلب فسيؤدي حتما إلى إضعاف الإيمان وتجفيف منابعه في القلب.
وقد ورد في رواية عن مولانا الصادق عليه السلام أن أول أقسام الكفر الواردة في القرآن الكريم هو جحود الله عز وجل، وأحد أوجه الكفر هو الجحود على معرفة، وهو العناد.