السجود المستحب عند تجدد النعمة
إن من لا يتصالح مع ثقافة المستحبات لا يمكنه أن يصل إلى الصلاة المطلوبة ونعني بالمستحبات ما ثبت بالنص عن المعصوم عليه السلام.
إن الشيخ عباس القمي رحمه الله لم يؤلف كتاب مفاتيح الجنان بل قام بجمعه، فكل ما فيه من العبادات إنما هو قول الله سبحانه أو المعصوم عليه السلام.
يجب الالتفات إلى السجود المستحب فهي أعظم مستحب أكدت عليه الروايات الشريفة فالعبد أقرب ما يكون إلى الله سبحانه وهو ساجد.
يقول السيد محمد اليزدي حول السجود المستحب:
(يستحب السجود للشكر لتجدد نعمة أو دفع نقمة أو تذكرهما مما كان سابقا، أو للتوفيق لأداء فريضة أو نافلة أو فعل خير ولو مثل الصلح بين اثنين، فقد روي عن بعض الأئمة (عليهم السلام):
أنه كان إذا صالح بين اثنين أتى بسجدة الشكر، ويكفي في هذا السجود مجرد وضع الجبهة مع النية نعم يعتبر فيه إباحة المكان ولا يشترط فيه الذكر وإن كان يستحب أن يقول: ” شكرا لله ” أو شكرا شكرا وعفوا عفوا مائة مرة).
إن الذي ينظر إلى السجود نظرة هامشية وعابرة لا يمكن أن ترتقي صلاته كذلك الذي له مع السجود المستحب حديث ذو شجون.
وهناك صلاة تعرف بصلاة الشكر وهي:
(رَوَى هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ فِي صَلاَةِ اَلشُّكْرِ إِذَا أَنْعَمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَقْرَأُ فِي اَلْأُولَى فَاتِحَةَ اَلْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ وَ تَقْرَأُ فِي اَلثَّانِيَةِ فَاتِحَةَ اَلْكِتَابِ وَ قُلْ يَا أَيُّهَا اَلْكَافِرُونَ
وَ تَقُولُ فِي اَلرَّكْعَةِ اَلْأُولَى فِي رُكُوعِكَ وَ سُجُودِكَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً شُكْراً وَ حَمْداً حَمْداً وَ تَقُولُ فِي اَلرَّكْعَةِ اَلثَّانِيَةِ فِي رُكُوعِكَ وَ سُجُودِكَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي اِسْتَجَابَ دُعَائِي وَ أَعْطَانِي مَسْأَلَتِي).
دخل جعفر الطيار ذات يوم على ملك الحبشة:(…فقال له جعفر أيها الملك فما لي أراك جالسا على التراب وعليك هذه الخلقان فقال يا جعفر إنا نجد فيما أنزل اللّٰه على عيسى عليه السّلام
أن من حق اللّٰه على عباده أن يحدثوا له تواضعا عندما يحدث لهم من نعمة فلما أحدث اللّٰه تعالى لي نعمة محمد أحدثت لله هذا التواضع..)