آخر خطبة للنبي صلى الله عليه وآله – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
روي عن الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام أنه قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه، خرج متوكئ على علي بن أبي طالب وميمونة مولاته فجلس على المنبر، ثم قال: ” يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ” وسكت فقام رجل فقال: يا رسول الله ما هذان الثقلان؟ فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن، وقال:
ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما ولكن ربوت فلم أستطع، سبب طرفه بيد الله، وطرف بأيديكم، تعملون فيه، ألا وهو القرآن والثقل الأصغر أهل بيتي، ثم قال: وأيم الله إني لا أقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم، ثم قال: والله لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض، ولا يبغضهم عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة.
وقد روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: معاشر الناس إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيرا، وإياكم البدع فإن كل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار.
معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة بعدي، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
قال: فلما نزل عن المنبر صلى الله عليه وآله وسلم تبعته حتى دخل بيت عائشة، فدخلت إليه وقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمعتك تقول ” إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر، وإذا افتقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة ” فما الشمس وما القمر وما الفرقدان وما النجوم الزاهرة؟
فقال: [أنا الشمس وعلي القمر والحسن والحسين الفرقدان، فإذا افتقدتموني فتمسكوا بعلي بعدي، وإذا افتقدتموه فتمسكوا بالحسن والحسين]، وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين، تاسعهم مهديهم.
ثم قال عليه السلام: إنهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي، أئمة أبرار، عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى. قلت: فسمهم لي يا رسول الله؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي، وبعدهما علي زين العابدين، وبعده محمد بن علي الباقر علم النبيين، والصادق جعفر بن محمد وابنه الكاظم سمي موسى بن عمران والذي يقتل بأرض الغربة، ثم ابنه علي، ثم ابنه محمد، والصادقان علي والحسن والحجة القائم المنتظر في غيبته، فإنهم عترتي من دمي ولحمي، علمهم علمي وحكمهم حكمي، من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي.