سجود الشكر من أهم التعقيبات – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن من أهم التعقيبات التي يأتي بها المؤمن بعد الصلاة السجود شكرا لله وهو المسمى بسجود الشكر أو سجدتي الشكر لأنهما سجدتان يأتي بهما المصلي بمجرد فراغه من صلاته.
وقد روي عن المعصومين عليهم السلام بأن سجود الشكر لا يؤتى به عقيب الصلوات فقط بل يؤتى به عند كل نعمة بل وكل نقمة كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله فعله.
ويستحب بعد سجدتي الشكر اللتين يأتي بهما المصلي بعد الفراغ من الصلاة أن يدعو بدعاء خاص رواه الشهيدان الأول والثاني، وقد رويا أيضا بأنه لا تكبير فيهما لا قبلهما ولا بعدهما، فلا تكبير لهما لا للهوي إليهما ولا لرفع الرأس منهما.
ويستحب بعد سجود الشكر أن يمرر المصلي يده اليمنى على جانب خده الأيسر إلى جبهته ثم إلى خده الأيمن، يفعل ذلك ثلاثا وذلك بعد أن يمسح بيده على موضع سجوده، ثم يدعو بدعاء قصير.
وروي أيضا أنه بعد الفراغ من هذا الدعاء يستحب للمصلي أن يمرر يده على صدره ثلاثا أيضا.
وإن كان بالمصلي علة مسح موضع سجوده وأمر يده على العلة سبع مرات قائلا: يا من كبس الأرض على الماء وسد الهواء بالسماء واختار لنفسه أحسن الأسماء صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا وارزقني وعافني من شر كذا وكذا، وقد روي ذلك عن الإمام الصادق عليه السلام.
ومن الأذكار التي تستحب للمصلي في سجود شكره أن يقول (أسأل الله من فضله)، وهو مؤكد بشكل أكبر في سجدتي الشكر عقيب صلاة الصبح.
ومن المستحبات أيضا بعد سجدتي الشكر أن يرفع المصلي يديه عند إرادة الانصراف فوق رأسه ثم ينصرف عن اليمين في أدب.
وقد لقب الإمام السجاد عليه السلام بالسجاد لأنه لم يكن يذكر عنده من نعمة ولا آية ولا فرغ من صلاة ولا أصلح بين اثنين ولا دفع الله تعالى عنه سوء إلا وسجد حتى بان أثر السجود في جميع مواضع سجوده صلوات الله وسلامه عليه.