ملامح من سيرة الإمام الرضا عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
يتشح شهر ذي القعدة الحرام بمناسبات مباركة ميمونة مستهلها ولادة أخت الرضا والمدفونة بأرض قم فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهم السلام الملقبة بالمعصومة، وبعد 10 أيام من هذه الذكرى الميمونة نصل إلى ذكرى ولادة أنيس النفوس وشمس الشموس المدفون بأرض طوس علي بن موسى الرضا المرتضى صلوات الله وسلامه عليه.
إن الشهر الحرام هو موسم مناسب للذكر والدعاء والتوبة والتراجع عن المعاصي.
إن الإمام الرضا عليه السلام وسائر المعصومين صلوات الله عليهم أرأف بنا من أمهاتنا، وإن عطف الأمومة وحنانها بعض من تجلي رأفة الإمام صلوات الله عليه.
ولكن على المؤمن أن يعرف كيف يعرض مشاكله وحاجاته التي يريد قضاءها عند زيارة قبر المعصوم عليه السلام، ومن أهم المقدمات لذلك والتي تعتبر مقدمة لقضاء الحوائج وتيسيرها هو التوبة والإقلاع عن الذنوب، وهي بمثابة “لا حكم عليه” في السجل العدلي المطلوب من الدوائر لإتمام المعاملات.
وعلينا في المقابل أن نعلم ونوقن بأنه لو قضيت حوائج كل أهل الأرض ببركة الإمام الرضا عليه السلام لما كان في ذلك عجب، وهكذا ينبغي أن يكون اعتقادنا به.
كما ينبغي لنا أن لا نغفل عن الحوائج العامة إلى جانب حوائجنا الخاصة، فلو دعونا الله بحق الرضا عليه السلام أن يمن علينا بالصحة والعافية وأن يبرئنا من المرض الفلاني فلا ينبغي لنا أن نغفل عامة الناس من إخواننا المؤمنين بالدعاء لهم بالصحة والسلامة.
إن سيرة الإمام الرضا عليه السلام سيرة عطرة كسيرة آبائه وأجداده الطاهرين عليهم السلام، فهو علم من أعلام الهداية وسفينة من سفن النجاة.
أبوه هو إمامنا وسيدنا ومولانا باب الحوائج إلى الله وبذلك عرف وهو الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام. وقد ولد الإمام عليه السلام سنة 148 هجرية بالمدينة المنورة في يوم الجمعة، واستشهد سلام الله عليه يوم الخميس في آخر صفر سنة 203 للهجرة في خراسان ودفن فيها ليكون قبره على بعده ملاذا وملجأ للشيعة من كافة أصقاع الأرض.
والرواية الأشهر في ولادته سلام الله عليه هي الحادي عشر من ذي القعدة. من ألقابه الرضا والصابر والزكي والولي وأشهرها الرضا.