كيف يعمر القلب بطاعة الله تعالى؟ – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن من أهم الأمور التي ينبغي على العبد أن لا يغفل عنها استعدادا للدخول في شهر الطاعة وشهر الرحمة والمغفرة شهر الله الذي هو عند الله خير الشهور -شهر رمضان المبارك- هو أن يعمر القب بطاعة الله تعالى، فكيف السبيل إلى ذلك؟
تذكر الروايات الشريفة أن إعمار القلب بطاعة الله تعالى تبدأ من تنظيف هذا القلب من الأمراض والأدران التي أصيب بها، وعلى رأس هذه الأمراض ذكر الحقد.
إن الحقد هو أشد أمراض القلب فتكا به وأخطرها عليه، والحقد هو إضمار مشاعر سلبية وغاضبة تجاه شخص ما، كأن يحقد الرجل على زوجته أو الزوجة على زوجها أو الإخوة على بعضهم بعضا أو على الأقارب والأصدقاء المؤمنين وما شابه ذلك.
وهناك مفهوم الغل الذي يختلف عن الحقد في أنه إضمار لخطة الانتقام التي يخفيها الشخص الحقود في قلبه انتظارا للحظة الانقضاض على المحقود عليه.
وهذا المرض من أخطر أمراض القلب وينبغي على المؤمن الذي يريد أن يدخل شهر رمضان هذا العام بغير ما دخله به في العام الفائت وبأفضل من سابقه أن ينزع ما في صدره من غل وحقد وينظفه، وإلا سيكون مصداقا لهذه الروايات التي شددت على سوء هذا المرض القلبي وآثاره وتبعاته المدمرة على الفرد.
ويمكن نزع الحقد والغل من الصدور عبر اللجوء إلى الذكر والعبادة وتليين القلب والابتعاد عما يسبب الحساسيات ومقابلة المؤمنين برحابة صدر والتزام الحلم والصبر في المعاملة مع الآخرين والابتعاد عن الغضب والتناحر والشحناء والبغضاء وعدم الانجرار وراء أمور تافهة تسبب الحقد، وبذلك نخطو أولى الخطوات لكي يعمر القلب بطاعة الله سبحانه وتعالى ونيل الفيض الإلهي في شهر رمضان المبارك.