دخول موكب الحرائر الشام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
ورد في الروايات أن أشد ما وقع على حرائر الحسين عليه السلام هو شماتة الأعداء بالشام، وربما كان ذلك بسبب ما أعده يزيد لهم من الاحتفالات والزينة والرقص، بخطة خبيثة منه لجعل ذلك اليوم عيداً حتى يمهد لمرحلة “فلا خبر جاء ولا وحي نزل”.
حتى أنه كما جاء في الأخبار، أن أهل البيت عليهم السلام بقي موكبهم على أبواب دمشق لمدة ثلاثة أيام، بعلة أن الزينة التي أعدها يزيد لم تكفي فاضطر أن ينتظر حتى يتم جلبها وتعليقها.
هذه الخطة الخبيثة لم تكن عن عبث أو لمجرد التشفي، إنما كانت بغرض القضاء على الإسلام المحمدي، ووضع منهج بديل يعزز من قوتهم وهيمنتهم بشكل يعطي الغطاء الشرعي لهم، فالبقاء على النهج الذي رسمة الرسول صلى الله عليه وآله لا يعطي أي غطاء لأحد غير أهل البيت عليهم السلام.
وبذلك يكون يزيد مهد لبعده من الخلفاء الأمويين لبسط سيطرتهم، ومنحها بالإضافة للقوة السياسية والعسكرية غطاء دينياً يعطي الشريعة لتسلطهم على رقاب المسلمين، وجاء من بعدهم الخلفاء العباسيين رغم أنهم أدعوا نصرة أهل البيت عليهم السلام، ومعاداه بني أمية ليسيروا على نفس منهج يزيد في إقصاء أهل البيت عليهم السلام ومسك زمام السلطة بالحديد والنار.
لدرجة أن أحد خلفاء بني العباس منع من كتابة أي مؤلف ينتقد أو يعري معاوية بن أبي سفيان، لأنهم يعدون من نقده نقداً لهم، وسحب الشرعية عنه يعني سحب الشرعية منهم في التسلط على حكم أمة الإسلام.