الاقتداء بالسيدة زينب عليها السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن الاقتداء بالسيدة زينب عليها السلام من الأمور التي يجب على كل مسلم مؤمن موال أن يضعها في الحسبان، ومن بين الجوانب التي يمكن للمؤمن أن يقتدي فيها بهذه السيدة الجليلة مسألة العقيدة والشريعة وتفسير القرآن الكريم.
ومن أهم ما يمكن به الاقتداء بالسيدة زينب عليها السلام في مجال العقيدة قضية صدق التوحيد، فنحن الذين نعتقد بأننا موحدون لله عز وجل قد نقدم على كثير من الأمور التي تنافي التوحيد، فمن يرائي في عباداته وأعماله فهو قد ابتلي بشعبة من شعب الشرك.
والسيدة زينب عليها السلام كانت مثالا لكمال التوحيد، فرغم كل ما مر عليها وعلى أخيها وأهل بيتها عليهم السلام من مصاعب ومحن لم تنثن ولم يجعل ذلك توحيدها ينقص قيد أنملة، بل قالت قولتها الشهيرة: ما رأيت إلا جميلا.
وإذا أردنا الاقتداء بالسيدة زينب عليها السلام فمن المعيب علينا أن نحب أحدا أكثر من حبنا لله عز وجل، ولكننا مع الأسف نحب كثيرا من الأمور الدنيوية المادية أكثر من حبنا لله عز وجل، ولو كنا نحب الله تعالى كحبنا لمادياتنا لما كان فراقنا لقرآننا بهذه الصورة التي نحن عليها الآن.
لو أن أمًا وصلتها رسالة من ابنها الذي يسكن في بلاد الغربة منذ زمن، فتخيل حالتها عندما تصلها الرسالة وكيف ستحضن الرسالة وتضعها تحت رأسها وتقرؤها بتمعن مرارا وتكرارا، من منا يفعل مثل ذلك مع القرآن الكريم؟! فالقرآن الكريم رسالة من الله إلينا أرسلها إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله، لكننا ندير ظهورنا له ولا نهتم به ولا نفتحه إلا في المناسبات.