عظمة مصيبة الزهراء عليها السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
على المؤمنين أن يعطوا الأهمية البالغة للأيام الفاطمية، بل أن تكون تلك الأيام بين شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وشهادة السيدة الزهراء عليها السلام أن تتسم بطبع فاطمي، هذه الأيام هي أصعب أيام على أمير المؤمنين والسيدة الزهراء والحسنين والحوراء عليهم السلام.
و هذه الأيام هي التي جرت المصائب على أهل البيت عليهم السلام من أمير المؤمنين إلى إمامنا الحجة عجل الله فرجه، بل إن هذه الأيام هي الأصعب على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله، فهو رغم كل الأذى الذي عاناه في سبيل نشر الدعوة إلا أنه بقي سنين حياته منذ أن أخبره جبرائيل بما سيجري مع أهل بيته يحمل هم تلك الأيام.
فهو صلى الله عليه وآله الذي قال: (ما أوذي نبي مثلما أوذيت) لم يكن قصده فقط معاناته في سبيل الدعوة بل كان أعظم أذية تلقاها هي أذيته في أهل بيته علهم السلام، بدايةً من غصب الخلافة ثم فدك ثم الهجوم على بيت الزهراء عليها السلام فقتل أمير المؤمنين وسم الإمام المجتبى عليهما السلام إلى واقعة الطف التي قال عنها الإمام الحسن للإمام الحسين عليهما السلام: (لا يوم كيومك يا أبا عبد الله).
فمصيبة الزهراء عليها السلام هي أم المصائب ومفتاحها، ولذلك وجب على المؤمنين _من ناحية الوجوب القلبي لا الشرعي_ أن يحيوا ويعظموا تلك الأيام كما يحيون أيام عاشوراء، وليس من الدين ولا من الولاء لأهل البيت عليهم السلام أن يستذكر المؤمنين مناسبات كرأس السنة وعيد الحب تلك المناسبات التي صدرها لنا الغرب لأجل تمييع عقول شبابنا وفتياتنا ونشر الفتن والرذيلة.
ومن الدلائل على عظمة هذه المصيبة أن الله تعالى أراد تعظيمها، حيث قدر للسيدة الزهراء عليها السلام أن يبقى قبرها مخفياً حتى زمن ظهور الحجة عجل الله فرجه حتى يبقى المسلمون يتساءلون عن سبب إخفاء قبر الزهراء عليها السلام حتى تعلم الأجيال ما هي المصيبة التي وقعت عليها، ولتكون حجة على كل من أنكر مصيبتها.