أسباب الحقد – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن أحد موانع الخشوع في الصلاة وجود الحقد ووحر الصدر تجاه أحد من المؤمنين، لأن هذا الحقد إذا سيطر على القلب ملأه بالسواد، وأصبح صاحبة مشغول الفكر في سبيل الانتقام ممن ملأ قلبه حقداً عليه، وهذا الانشغال سيؤجج ناره الشيطان، وبالأخص أثناء الصلاة.
فمن أسباب الحقد كما في روايات أهل البيت عليهم السلام: المنافرة والمعارضة، فإذا كان الشخص ميالاً للمنافرة والمعارضة فهو يتعمد مشارة الناس، أي أنه يبحث عن نقاط الاختلاف بينه وبين الآخرين حتى يفتعل الشر معهم، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (ما أتاني جبرئيل عليه السلام قط إلا وعظني، فآخر قوله لي: إياك ومشارة الناس، فإنها تكشف العورة وتذهب بالعز)، فإذا شاررت أحدهم ولم يستطع الرد فسيحقد عليك، وإذا رد عليك فربما تحقد أنت عليه.
ومن أسباب الحقد العداوة، فعندما تقرر أن تعادي أحد بسب موقف معين فسينشأ الحقد من تلك العداوة، فعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: (من زرع العداوة حصد ما بذر).
ومن أسبابها أيضاً الخصومة: فعن الإمام الصادق: (إياكم والخصومة، فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن)، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (أبغض الرجال إلى الله الألد: الخصام). وعنه صلى الله عليه وآله أنه قال: (من جادل في الخصومة بغير علم لم يزل في سخط حتى ينزع).