فاطمة روحي التي بين جنبي – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قوله في حق ابنته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام: و أما ابنتي فاطمة عليها السلام فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و هي بضعة مني و هي نور عيني و ثمرة فؤادي و هي روحي التي بين جنبي و هي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها للملائكة في السماء كما يزهر الكواكب لأهل الأرض فيقول الله عز و جل للملائكة يا ملائكتي انظروا أمتي فاطمة سيدة نساء خلقي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي و قد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار.
وروي عن مجاهد: قال النبي صلى الله عليه وآله وهو آخذ بيد فاطمة عليها السلام فقال من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.
إن النبي صلى الله عليه وآله الذي نطق بهذه الكلمات هو نفسه الذي قال في حقه الله تبارك وتعالى في الآية الكريمة من سورة النجم: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، وبالتالي فهو لم يقل هذه الكلمات اعتباطا وعبثا معاذ الله، بل هو يوجهنا إلى حقيقة اعتقادية أساسية ومهمة، وهي أهمية الاعتقاد بمقام السيدة الزهراء عليها السلام ومعرفة منزلتها ومقامها عند الله، فإن هذا المقطع القائل (فاطمة روحي التي بين جنبي) يحمل الكثير من المعاني المؤثرة والعظيمة التي تجعل المرء يتفكر مليا في مقام هذه السيدة الطاهرة ولماذا قال في حقها سيد الكائنات صلى الله عليه وآله هذه العبارات المؤثرة والقوية.