على أعتاب غرة شهر رجب – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن شهر رجب هو أحد أفضل الشهور عند الله، وهذا الشهر وما يأتي بعده من شعبان ورمضان هم الأشهر التي ينبغي على المؤمن أن يخضع فيهم لدورة عبادية مكثفة، فلا يخرج أحدنا من هذه الأشهر الثلاث إلا بإرتقاء روحي أو زيادة في الالتزام والعبادة أو حتى إصلاح نفسه.
وإن ليلة الأول من شهر رجب من أحد أفضل الليالي التي يستحب إحياها، وهي: ليلة القدر وليلة النصف من رجب والنصف من شعبان وليلة عيد الفطر وعيد الأضحى، ومن أحد اسباب شرافة هذا الشهر أن يوم السابع والعشرين منه هو يوم مبعث النبي صلى الله عليه وآله وظهور الرحمة العالمية برسالته الخالدة والخاتمة.
وإن هذه البعثة الشريفة كانت فرصة لكل من يريد النجاة في آخرته بإتباع نبي الله الخاتم صلى الله عليه وآله ولا زالت كذلك بالنسبة لغير المسلمين، أما بالنسبة للمسلمين فهم مدعون أيضا لسفرة النجاة ببركة هذه البعثة الشريفة في هذا الشهر بالاستغفار والتوبة وإصلاح النفس وتجديد العهد مع الله تعالى.
ومن بركات هذا الشهر في العبادة والتوبة ما ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: (إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكا يقال له: الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباح: طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين).
ويقول الله تعالى: (أنا جليس من جالسني، ومطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته، ومن سألني أعطيته، ومن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلا بيني وبين عبادي فمن اعتصم به وصل إلي).