وصاية أبي طالب عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
ما بين ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الثالث عشر من شهر رجب الأصب وعيد المبعث النبوي الشريف عدد من المناسبات الدينية المهمة، فالثاني والعشرين من شهر رجب ذكرى فتح خيبر بيد حيدرة الكرار عليه السلام، وفي نفس اليوم عاد جعفر بن أبي طالب الملقب بالطيار من الحبشة إلى المدينة المنورة.
والمناسبة الأخرى هي شهادة الإمام السابع من أئمة الهدى موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الذي استشهد على رواية في الخامس والعشرين من شهر رجب المرجب، وعلى رواية أخرى كانت شهادته لخمس خلون من رجب.
وفي اليوم التالي أي السادس والعشرين من شهر رجب ذكرى وفاة عم النبي صلى الله عليه وآله وكافله والمحامي عنه والذائد عنه أبو طالب بن عبد المطلب عليهما السلام، الذي كان خير مدافع وخير ذائد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الإسلام، ولولاه لما قامت للإسلام قائمة.
إن أبا طالب عليه السلام كأبيه عبد المطلب عليه السلام وكآباء النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين لم يكن مؤمنا وحسب بل كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام كان وصيا من الأوصياء، فوصاية أبي طالب عليه السلام أمر مثبت واضح تمام الوضوح في الروايات الشريفة.
إن وصاية أبي طالب عليه السلام من الواضحات التي لها من الشواهد والبراهين الواضحة ما لا يخفى إلا على من امتلأ قلبه نفاقا وحقدا، وإن من يحب أبا طالب عليه السلام ويتولى عليا أمير المؤمنين نجله لا يمكن أن يساور قلبه شك في وصاية أبي طالب عليه السلام ولا يمكن أن يتسلل الريب إلى قلبه بأي طريق، وإنما محب معاوية وأبا سفيان هو من يسعى ويحاول جاهدا أن يحط من قدر أبي طالب عليه السلام ليرفع من شأن أبي سفيان ومعاوية، وإلا فأين الثرى من الثريا؟