سيرة الإمام الكاظم عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
في الفترة التي كان النزاع فيه بين العباسيين والأمويين، وجد أئمة أهل البيت عليهم السلام متسعاً لنشر علوم جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله بعيداً عن تحريفات السلطة، بحيث خرج الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام آلاف المحدثين والفقهاء الذين نشروا علومهم في كافة أنحاء العالم الإسلامي آنذاك.
فقد كانت السلطة الأموية مشغولة بالحروب مع العباسيين إلى أن أنتهى بهم الأمر إلى سقوط دولتهم وقيام الدولة العباسية، بينما كان العباسييون لم يبسطوا سيطرتهم على البلاد وكانوا يدعون في حروبهم مع الأمويين طلب الثأر لدم الإمام الحسين عليه السلام، ولذلك لم ينشغل كلا الطرفين بمحاولات التخلص من أئمة الهدى عليهم السلام.
وما إن تنسم السلطة العباسييون حتى سعوا إلى التخلص من خصومهم على السلطة وكان من أبرز خصومهم العلويين سيما أئمة أهل البيت عليهم السلام، فلم يسلم المنصور الدوانيقي السلطة لمن بعده إلا وخزانته مملوءة بجماجم العلويين الذين قتلهم.
وفي فترة إمامة الإمام الكاظم عليه السلام تخللها عدد من حكام العباسيين حتى وصل الدور لهارون العباسي، الأخير الذي ضاق ذرعاً بالإمام عليه السلام حتى انتهى به الأمر إلى أن حبسه عدة مرات وكان أصعبها في سجن السندي بن شاهك إلى أن أمره هارون بدس السم له إلى أن قضى شهيداً مظلموماً.