الإمام المهدي محور الخلق – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
في الصوات الكبيرة على الأئمة الطاهرين عليهم السلام التي رويت عن الإمام الحسن العسكري عن طريق أحد أصحابه كتها عنه وهو عليه السلام في الطريق إلى سر من رأى (سامراء) ذكر في نهايتها صلاته عليه السلام على ولي الله الأعظم الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه حيث قال:
(اللهم صل على وليك وابن أوليائك، الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت حقهم، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم، تطهيرا، اللهم انصره وانتصر به لدينك وانصر به أولياءك، وأولياءه وشيعته وأنصاره، واجعلنا منهم.
اللهم أعذه من شر كل طاغ وباغ، ومن شر جميع خلقك، واحفظه من بين يديه، ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، واحرسه وامنعه أن يوصل إليه بسوء، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك، وأظهر به العدل، وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، واقصم به الجبابرة الكفر واقتل به الكفار والمنافقين، وجميع الملحدين، حيث كانوا من مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها.
وأملا به الأرض عدلا، وأظهر به دين نبيك عليه وآله السلام، واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمد ما يأملون، وفي عدوهم ما يحذرون، إله الحق رب العالمين آمين)
إن المشروع الإلهي في الإمام المهدي عجل الله فرجه لن تكون بدايته يوم الظهور ولم تكن بدايته يوم الغيبة ولا يوم البعثة الشريفة، بل بدأ هذا المشروع يوم أن (قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ).
فالله تعالى خلق الكون لعبادته، ولا تحقق عبادته فعلاً دون أن ينتشر العدل على أرضه، ولهذا روي في الحديث القدسي عن رسول الله عن الله تعالى أنه قال: (يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما).
وليس في الحديث تفضيل لعلي وفاطمة عليهما السلام على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، بل هو تبيين لهدف الخلق فعلي عليه السلام هو الذي يتم مسيرة رسول الله في تبليغ تعاليم الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام هي المستودع فيها السر الإلهي هم الأئمة الاثنا عشر الذين حملوا الراية عن جدهم المصطفى وعن أمير المؤمنين عليه السلام.
وسيما خاتم الأئمة المعصومين الإمام الحجة بن الحسن المهدي الذي يتحقق به حلم الأنبياء وهدف الله تعالى في خلقه للأكوان وهو كما ورد في هذه الصلوات المذكورة: (وأملا به الأرض عدلا، وأظهر به دين نبيك عليه وآله السلام).