حديث الغدير في مصادر العامة – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
ذكر حديث الغدير أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب أنه قال: (نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله بواد يقال له وادي خم فأمر بالصلاة فصلاها بهجير.
قال: فخطبنا وظلّل لرسول الله صلى الله عليه وآله بثوب على شجره سمرة من الشمس.
فقال: ألستم تعلمون؟ أو لستم تشهدون أنّي أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى.
قال: فمن كنت مولاه فان عليّاً مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
ومن الخطبة نفسها التي رويت عن الإمام الباقر عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال عن تبليغ الآية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ):
سألت جبرئيل أن يستعفي لي السلام عن تبليغ ذلك إليكم.
أيها الناس! لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال اللائمين وحيل المستهزئين بالإسلام، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم،
ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم، وكثرة أذاهم لي غير مرة، حتى سموني أذناً وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه وهواه وقبوله مني،
حتى أنزل الله عز وجل في ذلك:
(وَمِنْهُمُ الَّذينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ، قُلْ أُذُنُ ـ عَلَى الَّذينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُ أُذُنٌ ـ خَيْر لَكُمْ، يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذينَ آمَنوا مِنْكُمْ وَالَّذينَ يُؤذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ).
ولو شئت أن أسمي القائلين بذلك بأسمائهم لسميت، وأن أومئ إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت.
وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل الله إلي في حق عليٍ، (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في حَقِّ عَلِيٍّ ـ وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ).