التصالح مع ثقافة الأحكام الخمسة للشيخ حسين الكوراني رحمه الله
المراد بالتصالح مع ثقافة الأحكام الخمسة هو التفاعل مع هذه الأحكام، الحرام والحلال والمستحب والمكروه والمباح
وهناك ظاهرة وهي ظاهرة عدم الاهتمام ب المستحبات وترك المكروهات التي تناولتها في الحلقات السابقة
وتبين لنا كيف يمكن الازدياد من الحسنات بالعمل على المستحبات وترك المكروهات.
من لا يهتم بفعل المستحبات وترك المكروهات لا يمكنه الالتزام بما ورد على لسان الفقهاء بهذا الصدد
وكيف يفكر بترك المكروه من يعتبر أن كل مكروه جائز.
هناك مرض اسمه التساهل ب المستحبات وترك المكروهات
ولا يمكن علاج هذا المرض إلا من خلال عدة مراحل:
المرحلة الأولى توصيف المرض وتشخيصها لمرحلة الثانية بيان خطورة هذا المرض وبيان الخسائر الفادحة المترتبة على هذا المرض
المرحلة الثالثة الحذر من وهم الشفاء منها لمرحلة الرابعة هو العلاج.
إن الالتزام ب المستحبات وترك المكروهات عمل يعيننا على الالتزام بالواجبات وترك المحرمات
فلو افترضنا أن أحد بينه وبين آخر عداوة ونوى أنه كلما ذكره أن يغتابه فلو التزم هذا الفرد بالمستحبات والأوراد لم يكن ينفعه ذلك.
وهذا الشخص هو أشبه بشخص أصيب بمرض خبيث، ولكنه بدل العلاج يسلي نفسه بالإكثار من المقويات، وأكل الفواكه وماشابه.
يجب أن تكون النية في المستحبات زيادة القوة على فعل الواجبات ويجب أن تكون النية في ترك المكروهات زيادة القوة على ترك المحرمات.
إن الذي يتوهم أنه في غنى عن المستحبات يجب أن يلاحظ أن المستحب هو ما يحبه الله سبحانه.
ومن العيب أن نستخف بما يحبه الله سبحانه أو أن نقع في ما يكرهه الله سبحانه.
الاعتقاد بالله عزوجل واجل وحب الله سبحانه أوجب فلينظر كل منا إلى نفسه هل أن دينه مبني على الاعتقاد أو الحب لله عزوجل.
لماذا يحب الشخص ما يحبه المعشوق ولكن الأمور التي يحبها الله سبحانه يتعامل معها باستخفاف ويستهين بالأمور التي يكرهها الله سبحانه.
هل يمكن حفظ الصلاة وأدائها في أول وقتها لمن يتهاون في المستحبات وترك المكروهات.
