بحث حول قوله سبحانه:(فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) – التصالح العملي مع ثقافة المستحبات (السجود)
تبين في الحلقات السابقة إن من أخطر تأثيرات الغزو الثقافي هو إبعاد المؤمنين عن المستحبات وعن الالتزام بما يحبه الله سبحانه.
ما هو التصالح العملي مع المستحبات ؟
هو أن نمر على الروايات التي تحث على السُّجود وسائر الأعمال المفصلية من المستحبات وكذلك التعقيبات
إن السُّجود هو ذروة العبادة، وهو طريق القرب إلى الله تعالى، ولكي نكون صادقين في تقربنا إلى الله عندما نقول قربة إلى الله في وضوئنا وصلاتنا يجب أن نهتم بالسجود الحقيقي وهو كثرة السُّجود وطول السُّجود المستحب.
إن كثرة السجود تحت الذنوب، ونقصد بذلك السجود في المستحبات وقد يكون خارج الصلاة أما السجود في أثناء الصلوات الواجبة لا يعبر عنه بكثرة السجود.
إن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى رجلا مبتلى بالذنوب أن يكثر من السُّجود فإن ذلك يحت الذنوب كما تحت الريح ورق الشجر.
(مَرَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ رَجُلٌ وَهُوَ يُعَالِجُ بَعْضَ حُجُرَاتِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَ لاَ أَكْفِيكَ؟ فَقَالَ: شَأْنَكَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ [لَهُ] رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: اَلْجَنَّةُ. فَأَطْرَقَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اَللَّهِ أَعِنَّا بِطُولِ اَلسُّجُودِ.)
إن كثرة السجود تأهل المرء للشفاعة وهي التي تدخله الجنة بلا ريب وكذلك هي طريق للحشر مع النبي صلى الله عليه وآله:(جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ عَلِّمْنِي عَمَلاً يُحِبُّنِي اَللَّهُ [عَلَيْهِ] وَ يُحِبُّنِي اَلْمَخْلُوقُونَ وَيُثْرِي اَللَّهُ مَالِي وَيُصِحُّ بَدَنِي وَيُطِيلُ عُمُرِي وَيَحْشُرُنِي مَعَكَ قَالَ هَذِهِ سِتُّ خِصَالٍ تَحْتَاجُ إِلَى سِتِّ خِصَالٍ
إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ اَللَّهُ فَخَفْهُ وَاِتَّقِهِ وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ اَلْمَخْلُوقُونَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِمْ وَاُرْفُضْ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُثْرِيَ اَللَّهُ مَالَكَ فَزَكِّهِ وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُصِحَّ اَللَّهُ بَدَنَكَ فَأَكْثِرْ مِنَ اَلصَّدَقَةِ وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُطِيلَ اَللَّهُ عُمُرَكَ فَصِلْ ذَوِي أَرْحَامِكَ وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَحْشُرَكَ اَللَّهُ مَعِي فَأَطِلِ اَلسُّجُودَ بَيْنَ يَدَيِ اَللَّهِ اَلْوَاحِدِ اَلْقَهَّار)
إن مواضع السجود هي مواضع لا تأكلها النار، وإذا غلبت السيئات على الحسنات واستحق الرجل النار، فإن هذه النار لا تأكل مواضع سجوده وسيخرج ببركة مواضع السُّجود ويصب عليه من ماء الجنة فينبت كما تنبت الحبة.
يستحب تغيير مكان الصلاة لأن الأرض تشهد لصاحبها يوم القيامة وهذا في مصلحة العبد والمكان الذي يضع جبهته عليه يشهد له يوم القيامة بشهادة خاصة.
أنظر أيضا:
باب فضل السجود وإطالته وإكثاره – جواهر البحار