صلاة جعفر الطيار – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن صلاة جعفر الطيار هي من الصلوات المندوبة القليلة المتواترة في مصادر الفريقين، وقد اتفق علماء المذاهب الإسلامية على ورودها واستحبابها الشديد.
وقد ورد مدح وثناء على جعفر بن أبي طالب عليهما السلام وحديث عن صلاة جعفر الطيار في مصادر الفريقين، وقد تواتر الحديث عن أن لجعفر عليه السلام جناحين يطير بهما في الجنة، ولهذا لقب بالطيار.
ويمكن اعتبار هذه الصلاة المستحبة بوابة نحو المصالحة مع ثقافة المستحبات والرجوع إليها وصولا إلى الصلاة الخاشعة التي ننشدها ونفتقدها.
وقد تواتر الحديث عن أن جعفر بن أبي طالب عليهما السلام كان قائد هجرة المسلمين إلى الحبشة، وكانت عودة جعفر من الحبشة قد تزامنت مع فتح خيبر، ولذا تواتر النقل عن النبي صلى الله عليه وآله قوله: (ما أدري بأيهما أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر).
وقد أجمع العلماء على أن صلاة جعفر الطيار يمكن الإتيان بها بدلا من أي صلاة نافلة رباعية كنافلة المغرب، ويحسب له ثواب الصلاتين، حيث ينوي المصلي نية الصلاتين في نفس الوقت، وبذلك يسقط استحباب السور الخاصة بصلاة جعفر وهما سورتا الزلزلة والعاديات.
كما يسقط وجوب التسبيحات في الصلاة ومجموعها ألف ومئتا تسبيحة، وهي التسبيحات الأربعة المعروفة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، وتحسب كل تسبيحة منها أربع تسبيحات.
ويمكن للمصلي أن يأتي بالتسبيحات بعد الفراغ من الصلاة في حال صلاها بدلا من نافلة المغرب مثلا.
وصلاة جعفر الطيار هي صلاة علّمها النبي صلى الله عليه وآله جعفر بن أبي طالب عليهما السلام بعد عودته من الحبشة، وهي تكريم لهذا الشهيد العظيم من شهداء الإسلام الذي استشهد في الأربعين من عمره وبه بضع وتسعون جراحة كما ورد في بعض النقول، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.