قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: آداب الصلاة
آخر برامج من: الشيخ حسين الكوراني (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

طرق تحصيل الشكر – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله

الشكرُ لله تعالى من أسرار القلوب وأعظم أبواب الخشوع في الصلاة، فإذا قلَّ شكر العبد ضاقت صدره، وذهبت عنه حالة اللقاء مع ربه. وقد جمع المحقق الشيخ محمد مهدي النراقي (قدس سره) في كتابه جامع السعادات خارطة طريقٍ تحقِّق شكر العبد لربه، فإذا عرفها وعمل بها، فتحت أبواب الخشوع والإيمان. وإليك أهمّ هذه الدقائق الخمس مع شرحٍ تربوي:

المعرفةُ والتفكّر في صنائع الله تعالى

الطريق الأول: “المعرفة والتفكر في صنائعه –تعالى–، وضروب نعمه الظاهرة والباطنة، والعامة والخاصة.”

التطبيق العملي: اجلس مع نفسك كل يوم ربع ساعة تتأمل فيها جبلًا شاهقًا أو زهرةً بسيطةً، أو تنظر إلى نبض قلبك في صدرِك، وفكّر: “مَن أحيا هذا وإنعشه؟”

الدرس الروحي: حين تعرف أن كلّ نسمةٍ في جوفك بفضل الله، وقلبك لا يتوقف عن الحمد، تنتقل من كلمة “الحمد لله” إلى شعور “لا إله إلا الله” في ضميرك.

النظر إلى الأدنى في الدنيا وإلى الأعلى في الدين

الطريق الثاني: “النظر إلى الأدنى في الدنيا، وإلى الأعلى في الدين.”

التطبيق العملي: قارن حالك بالفقير الذي لا يجد قوت يومه، ثم قارن معرفتك بربك بمعرفة أهل الثقلين عليهم السلام.

الدرس الروحي: ترى أنك أغنى من الثرى بمَن هو أتعس حالًا، وتعلم أنك أفقر من ذرة ماء في بحر علم الله، فيزداد قلبك خضوعًا وشكرًا.

حضورُ المقابر واستذكار الشوق إلى العودة للدنيا

الطريق الثالث: “أن يحضر المقابر، ويتذكر أن أحب الأشياء إلى الموتى… أن يردُّوا إلى الدنيا ليتحملوا مشاق العبادات ليفلتوا من عذاب الآخرة.”

 

التطبيق العملي: زر المقابر بين حين وآخر، وقف عند القبور وتخيّل أن أصحابها يرجعون إلى لحظة الصلاة والصيام والجهاد ليخلصوا من الحساب.

الدرس الروحي: تعرف أن ثوانٍ قليلة عند القبر تُفصلك عن الله، فتثمن كل لحظة في الصلاة وتدعو ربك شاكراً على عمرٍ يقضيه في الطاعة.

تذكر المصائب العظيمة التي نجوت منها

الطريق الرابع: “التذكّر بعض ما ورد عليك من الأمراض والصعوبات… فلتتصوّر أنك هلكت فيها، فاغتنم الآن حياتك في الشكر.”

التطبيق العملي: اعدُّ في قلبك الأحوال التي ظننت فيها أنك لفظت أنفاسك: مرضٌ، حادثٌ، امتحانٌ صعب… ثم قل: “الحمد لله الذي ردّ عليَّ الحياة”.

الدرس الروحي: تعرف أن الله ليطفئ فيك نار المصيبة، فلا تترك ابتلاءً يغرس في قلبك شكوىً لا تشاءه حسرةً على ما كتبه الله.

شكر المصائب الصغيرة بفضل أن لا تكون أعظم

الطريق الخامس: “أن يشكر في كل مصيبة من مصائب الدنيا لكونها لم تكن أعظم، وأن لم تصب دينه.”

التطبيق العملي: إذا ضاعت منك سيارةٌ أو خسرَت مالًا، قلّ: “الحمد لله الذي لم يصبني ما هو أخطر على ديني أو دنياي”.

الدرس الروحي: ترفع نظرك من العثرة التي وقعت فيها إلى السلم الذي وقفت عليه، فيتبدد الحزن، ويحل محلّه شكرٌ لله على السلامة.

خاتمة:

إذا جمعتَ هذه المفردات الخمس في حياتك وصرتَ تعدُّ النعم قبل أن تحصي النقم، فستجد قلبك قد استحمّ بنهر الشكر، والصلاة حينها تصبح لحنًا خاشعًا لا يختزل في الألفاظ وحدها.

مواضيع مشابهة

خير الزاد – 913 – الشكر وكيفيته

أحاديث في الشكر